الحلقة 752: إحفظوا هذا الإسم: عبدالرحمن الخالدي
لـيوم الأحد 9 تشرين الثاني 2008
ذات يوم من 1932 انتسب الى شركة “جنرال إلكتريك” في نيويورك شابٌّ لبنانيٌّ من النبطية اسمه حسن كامل الصبّاح. وما هي حتى بدأ يسَجِّلُ براءةَ اختراعٍ بعد براءة، وتتكاثر اختراعاتُه وينتشر اسمه في الأوساط العلمية مبدعاً علمياً من لبنان.
بعد (70) سنةً تَماماً (سنة 2002) انتسب الى الشركة نفسها (“جنرال إلكتريك”) شابٌّ لبنانيٌّ من بيروت اسمه عبدالرحمن الخالدي، والتقط أول صورة له الى مكتب توماس إديسون (العالِم الكبير ومؤسس “جنرال إلكتريك”).
ولِـدخول عبدالرحمن الخالدي شركة “جنرال إلكتريك” قصةٌ لافتة: ففيما كان يتابع دراساته العليا في الهندسة الميكانيكية لدى جامعة كورنيل (في يوتيكا-نيويورك) قدّم طلباً ليعمل صيفاً في مُختبرات “جنرال إلكتريك”. ونظراً للعلامات المتفوقة في سيرته الذاتية، قبلت “جنرال إلكتريك” طلبه. وبعد عشرة أسابيع فقط من ذاك الصيف، كان الشاب اللبناني يسجِّل في شركة “جنرال إلكتريك” أول براءة اختراع باسمه عن “طريقة استشراف الخلل في مُحرك كهربائي”، ما جعل مدير الشركة يستدعيه ويعرض عليه أن ينضمّ الى مهندسي الشركة، وكان يومها في الثالثة والثلاثين من عمره.
واليوم، بعد ست سنوات، بات عبدالرحمن الخالدي عضواً في مَجلس كبار الخبراء لدى شركة “جنرال إلكتريك”، وسجَّل لديها حتى اليوم أربعة عشر اختراعاً ونشر أحد عشر بَحثاً مُعَمَّقاً في كبرى المجلات الاختصاصية في الهندسة الميكانيكية.
هكذا سجَّل لبنان حضورَيْن غيرَ عاديَّيْن لدى شركة “جنرال إلكتريك”: الأول قبل خمسة وسبعين عاماً مع ابن النبطية حسن كامل الصبّاح، والآخر مع ابن بيروت خرّيج كلية المقاصد الإسلامية عبدالرحمن الخالدي ابن التسعة والثلاثين ربيعاً.
وغداً، لِهذا البيروتي الشاب اسم لَمّاع في العالَم، عالي الوفاء للشركة التي فتحت له فرصة تنفيذ عبقريته العلمية، وعالي الولاء لوطنه لبنان الذي يزوره سنوياً في شغف الحنين.
إحفظوا، في ذاكرة المستقبل، هذا الاسم: عبدالرحمن الخالدي.