الحلقة 609: صيفَ لبنان؟ بأيةٍ حالٍ عُدْتَ يا صيفُ؟
(الأربعاء 20 حزيران 2007)
عن أخبار صباح أمس الثلثاء أن دبي اشترت السفينة الفخمة السياحية الشهيرة الكبرى “كوين إليزابيت”، سعياً منها إلى رفع عدد السياح ملايين أكثر بعدُ يتوجهون إليها معجبين بما تتقدم إليه هذه المدينة الخليجية من تطور سياحي وعمراني.
وعن أخبار أمس الثلثاء كذلك أن القاهرة بدأت تشهد موسمَ اصطيافٍ مزدهراً حاشداً غير مسبوق، إضافةً إلى ما تشهده منطقة شرم الشيخ من ازديادٍ في سياحها العرب والخليجيين تحديداً.
وعن أخبار أمس الثلثاء أيضاً وأيضاً أن السفارة الأميركية في عوكر أصدرت بياناً تحذيرياً آخر إلى رعاياها تنبههم فيه إلى الحذر في التنقل في مناطق معينة في لبنان، إضافةً إلى ما كانت الخارجية الأميركية حذرت الأميركيين من التوجُّه إلى لبنان إلاّ عند الحاجة القصوى.
وعن مطَّلعين أو معاينين شخصياً في سوريا، أن مصيف بلودان يشهد زحمةً واكتظاظاً وحضوراً خليجياً كثيفاً منذ مطلع هذا الشهر والمتوقع أن يستمر طوال هذا الصيف.
وعن أصدقاء في عمَّان أن شوارع العاصمة الأردنية تشهد في حركة السير ظهور سيارات خليجية كثيرة من مختلف الدول الخليجية، والفنادقَ الأردنية تشهد حجوزات خليجية غير مسبوقة.
وعن صديق لي صناعي كبير في لبنان أنه خسرَ عقوداً بسبعة ملايين دولار هذا الصيف بعدما أشاح متعاقدون معه عن تنفيذ عقودهم، وانتقلوا ينفذون مشاريعهم في دبي.
وعن أخبار صباحِ أمس الثلثاء بالذات، أن أقطاب السياسة عندنا لا يزالون حيث هم، في متاريسهم، وراء تصاريحهم، خلف عنادهم، آخذين وقتَهم، كلَّ وقتهم، في التشنُّج والتنافر والتضادّ والمواقف الشخصانية الفردانية، كأنهم في وادٍ أو في برج عالٍ، والناس، المساكين الناس، المصدومون الناس، اليائسون الناس، في وادٍ آخر أو في قعر بئرٍ لم يعد يُسمع لهم أنين.
أما المصايف في لبنان هذا الصيف، وأما الفنادق في لبنان العاصمة والساحل والجبال هذا الصيف، وأما الحركة السياحية في لبنان هذا الصيف، فلا يبدو أنها جميعها من حسابات أفرقاء السياسة في لبنان.
لا نحسد الدول الشقيقة والصديقة القريبة والبعيدة على ازدياد الحركة فيها هذا الصيف، فهي حركة ما كانت لتزدهر من أجل الطبيعة ولا من أجل الطقس ولا من أجل المناخ، بل أولاً وأخيراً من أجل الأمن والأمان، بينما صيف لبنان حذرٌ من انفجار هنا، واغتيال هناك، ووضع عسكري وأمني غير مستقر هنالك، والناس خائفون مذعورون، والمغتربون متردِّدون في العودة لتمضية فصل الصيف في ربوع لبنان الحبيب، وأقطاب السياسة عندنا مُتَمَتْرسُون في العناد.
يا رجال السياسة في لبنان، ماذا فعلتم بلبنان؟