الحلقة 511: شوية ربيع… قبلْما يفلّ الزهر
(الأحد 2 تموز 2006)
بين الشعر والزهر ومضة نور، بتشِعّ فيا القصيده ع الورق متلما بتشع السوسنه ع حفة النهر: القصيده بتسرّح عِينَيَا ع الورق الراكض صوب الـ بدُّو يقرا، والسوسنه بتسرّح عِينَيَا ع مَيِّة النهر الراكضه صوب الـ بدو يحكي حكاية البنت العاشقه الزايغه بحبيبا الشاعر. ومتلما القصيده عنوان الشاعر، هيك الزهر عنوان الربيع.
جوزف أبي ضاهر، جمع العنوانَين: القصيده والزهر، الشاعر والربيع، بكتابو الجديد “قبلْما يفلّ الزهر”. وضعو مزهريه عَ مايدة الشعر، وقال: “هيدي باقتي الجديده، بتركْلْكُن عطرا، لا تهملوه، لَملْموه عن شفاف القصايد قبلْما يفلّ الزهر”.
مش هيِّن تقدر تلمّ العطر لَمَّا كل ورده قدامَك بتندهلَك: “أنا أحلى”. هون عبقرية الشعر، وسرّ الشاعر: يدهشك بالكان والهلق والبعدين، ويضلّو يدهشك، وما يبطل ينقّزك النقزات الحلوه، وإلاّ بتدبل القصيده ع عتبة الرتابه.
الشعر مَـنُّـو “شو منقول”. الشعر هوي “كيف منقول شو”. الشعر مَـنّـو كلمات إلاَ معاني (الكلمات بالقاموس إلاَ معاني). الشعر كلمات، وكيف منركّب الكلمات كلمه حد كلمه، ومرات نتأنَّى بتركيب الحروف حد بعضا بالكلْمه الواحده.
هيك بس؟ لأ. بعد فيه الأهم: اللقيّه. اللقيه بالشعر هيي اللي بتدهش وبتجعل الشعر شعر أكتر، وإلا بيكون كلمات إلاَ معنى، مركَّبه بتركيب حلو، بس تركيب قاموسي أو لغوي أو قواعدي لكنو مش شعري. ت يصير التركيب شعري بدو يكون فيه لقيّه.
جوزف أبي ضاهر، بكتابو الجديد “قبلْما يفلّ الزهر”، عرف يلاقي المعنى والتركيب، وتَوَّجُن باللقيّات (اللي مرشرشِه بالكتاب متلما الشاعر بيرشرش نقَط الندي عَ وجّ حبيبتو السوسنِه). بَراعتو بالشعر، كشاعر، متل براعتو كرسّام، بالريشه والازميل: لَما بيروح يرشرش ع الورق نقاقيط الحبر الصيني ت يكوّنو صوره، مشهد، وجّ، منظر، تأليف سوريالي، أو لَمّا بيروح بازميلو يرشرش أشكال الجمال عَ غصن زيتون يطلّع منو منحوته تشهق باللقيّه الجديده.
مش غزل، كتابو الجديد، ولا وجدانيات، ولا بينضوي تحت أيَّ هويه تانيه غير اللقيّات. وكل لقيّه بتدهش أكتر لأنو منبعا أصالة الشعر المتجذّره بشاعرية جوزف أبي ضاهر.
“قبلْما يفلّ الزهر”؟ ما فيه خوف يفلّ ما زال القصيده رسَمتو بكتاب، والكتاب ضَامِم القصيده، والقصيده بْتختصر الربيع.
جوزف أبي ضاهر: الربيع بيفلّ وبيرجع يتجدد، الزهر بيفلّ وبيرجع يتجدّد. ويا نيال الربيع اللي بيحبسو الشعر، والزهر اللي بيحبسو شاعر: ساعتا بيفلّ الزهر وما بتفلّ القصيده. وهيك شعرَك إنت.