484: … والأغنية اللبنانية جزء من كفاحنا

الحلقة 484: … والأُغنية اللبنانية جزءٌ من كفاحنا
(الأربعاء 29 آذار 2006)

بات لافتاً في السنوات الأخيرة جُنوحُ عددٍ كبيرٍ من الإذاعات في لبنان إلى بث مساحةٍ واسعةٍ من ساعاتها لأغنياتٍ غير لبنانية، إرضاءً لأصحاب هذه الأغنيات أو للشركات المنتجة أو لغايةٍ في جيوب أصحابها والمسؤولين فيها.
وإننا، مع إصرارنا الكلي على الانفتاح واقتبال فن الآخرين وعدم القوقعة في الدائرة المقفلة، ومع وعينا الكامل على تراثنا اللبناني الغني المتميِّز، لا نفهم كيف يكون عندنا هذا الإرث الغنائي اللبناني، على مستوى الوحدة الغنائية أو على مستوى الحوارات الغنائية أو على مستوى الأعمال المسرحية اللبنانية الغنائية، ويتم تغييب هذا الإرث الغنيّ لمصلحة المساحة الأوسع من ساعات للبث للأغنية غير اللبنانية.
يكفي أن معظم الأصوات اللبنانية الجديدة أو التي ظهرت في السنوات الأخيرة تنتج أغنياتٍ غير لبنانية، ولو ان أصحابها لبنانيون، إرضاءً للسوق الاستهلاكية أو لشركات الإنتاج أو انسياقاً مع الموضة، ولكن على ألاّ يكون هذا معياراً للإشاحة عن تراثنا اللبناني لمصلحة الأغنية غير اللبنانية.
ليس لنا أن نتدخل في نوع الأغنيات التي يؤديها المغنون اللبنانيون، فهذا شأنهم وهذا خيارُهم، لكننا نتدخل للإشارة إلى بث هذا الكم الهائل من الأغنيات غير اللبنانية فلا يبقى للأغنية اللبنانية على أثير بعض الإذاعات إلاّ الحيِّز الأصغر.
للأغنية غير اللبنانية نجاحاتها وأعلامها وجمالاتها، إنما فلتأخذ حيزاً محدداً من أثير الإذاعات، ولتعمد هذه الإذاعات إلى بث أعمالنا الغنائية اللبنانية أغنياتٍ منفردة أو مسرحيات غنائية أو مهرجانات غنائية لبنانية كانت في مرحلةٍ سابقة مثالاً يطمح إلى بلوغه الكثيرون من المغنين غير اللبنانيين.
بلى: الأغنية اللبنانية الراقية جُزءٌ من كفاحنا في هذه المرحلة لتثبيت إرثنا اللبناني في وعي أبناء جيلنا الجديد الذين ينشأون على إرث غنائي غير لبناني، يتلقَّفونه كأنه البديل، ولا يعرفون أن لدينا تراثاً غنائياً غنياً مشرِّفاً تغيِّبُهُ إذاعاتٌ عندنا عديدةٌ غيرَ مدركةٍ أنها تغيِّب إرثاً لبنانياً عريقاً عن جيل لبناني كامل.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*