الحلقة 483: مجاهل الأمازون بين كازينو لبنان وجسر بيروت
(الأحد 26 آذار 2006)
أعرف أنّ هذه ليست المرةَ الأُولى أتحدث فيها عن هذا الموضوع. وأعرف أيضاً أنّها لن تكون المرةَ الأخيرة.
فالحالة لم تَعُد تُطاق، بل هي تتفاقم وتزداد سوءاً وتَرَدِّياً وتفتُّتاً في الطريق بين كازينو لبنان وجسر بيروت، حيث قلنا إن الطريق صارت جل بطاطا، بل هي أسوأ: صارت قطعةً سيئةً بشعة من مجاهل الأمازون.
ليس من يصدّق أن هذه الطريق هي أوتوستراد. بل هو الأوتوستراد الوحيد عندنا ولا أوتوستراد لنا سواه.
وليس من يصدق أنّ الأوتوستراد المحفَّر البشع هو الطريق الوحيد لِجميع النواب والوزراء والمحافظين والقائمقامين والمديرين العامين وكبار الموظفين والمسؤولين منذ كسروان إلى أقصى الشمال.
وليس من يصدق أن الحفَر فيه تزداد وسعاً وعمقاً وأخاديد وقنوات وتلعات وريغارات وترقيعات محفّرة ومطبات مؤذية وفجوات ما زال بعضُها منذ سقطت فيها قذائف من أيام الحرب، ولم يعمد أحد إلى ترقيعها منذ نهاية الحرب قبل خمسة عشر عاماً. فهل في العالم من يصدّق أن دولة لا ترقّع طريقاً حفرتها القذائف قبل خمسة عشر عاماً؟
لا يقولَنّ أحد: “مش وقتها هلق”. إذا كان الوزير منشغلاً بالأمور السياسية الملحّة، فما دور المسؤولين الإداريين لا يعمدون إلى فلش الزفت على هذا الأوتوستراد المسخ الذي يسير عليه المواطنون زيكزاكياً فيهربون من حفرة ليسقطوا في أختها، ويومياً يلعنون المسؤولين عن هذا الإهمال الذي جعل أوتوستراد جونيه بيروت جل بطاطا مهملاً مخيفاً مؤذياً خطراً ولا من يسأل ولا من يبادر.
أعرف أنّ هذه ليست المرةَ الأُولى أتحدث فيها عن هذا الموضوع. وأعرف أيضاً أنّها لن تكون المرةَ الأخيرة.
فطالما لا تزال الطريق بين كازينو لبنان وجسر بيروت على هذه الحالة من الإهمال الوقح، سنظل نصرخ في وجه المسؤولين، حتى ينهض واحد منهم تكون عنده ذرةُ مسؤولية فيبادر إلى فلش بعض الزفت على طريق لا تزال الحفر فيها آباراً قاتلةً من قذائف أيام الحرب.