الحلقة 471: زوق مكايل دوليةٌ من جديد
(الأحد 12 شباط 2006)
لم يعُد جديداً على لبنان والعمل البلدي في لبنان ما تُحقِّقه بلدية زوق مكايل من إنجازات طليعية سباقة.
ولم يعُد جديداً أنها دخلت خارطة البلديات العالمية منذ منحتها منظمة الأونسكو جائزة مدينة السلام للعالم العربي سنة 1999، ونالت جائزة الروتاري العالمية سنة 2003 متفوِّقة على جميع مدن المنطقة الروتارية 2450 وهي تضم مصر والأردن والبحرين وقبرص ولبنان والإمارات العربية وجورجيا والسودان وأرمينيا.
الجديد مؤخراً فوز زوق مكايل بجائزة منظمة المدن العربية التي منحَت جائزة تخضير المدينة العربية لدبي والدوحة وعمّان، وجائزة تجميل المدينة العربية لأبو ظبي والخُبَر وزوق مكايل.
وإذا قارنّا الإمكانات المتوفرة من البترول والغاز في دُبَيّ والدوحة وعمّان وأبو ظبي والخُبَر، نجد زوق مكايل ضحلة المحاصيل ضئيلة المردود قياساً على تلك المدن، تعمل بإمكانات متواضعة، ومع ذلك وقفَت عالية الجبين الأرزيّ اللبنانيّ مع تلك المدن الميسورة الثرية، لتُدخل لبنان في تجميل المدينة العربية، فيظلَّ لبنانُ مجمّلاً جميلاً جمالياً رغم محاولات تشويه الصورة من هنا هناك وهنالك، فيبقى التشويه غيوماً سوداء عابرة، ولا تلبث أن تطلَّ شمس لبنان النقية من موائلَ حضاريةٍ كما زوق مكايل.
وإذا تذكّرنا كلاماً للأب العلامة رينيه شاموسي رئيس الجامعة اليسوعية قبل أسابيع أنَّ “بلدية زوق مكايل عرفت كيف تفرض حضورها واحدةً من الأفضلِ أَداءً في لبنان بإشعاعها الدولي وإبداعيتها المدينية ورعايتها السكان، فتبُزُّ زميلاتها البلديات في لبنان وتظل في طليعتها”، نتذكَّر أن العمل الجبار الذي قام به ويقوم رئيس بلديتها المحامي نُهاد نوفل يشير إلى أن العمل البلدي لا ينتظر مساعدة الدولة ولا مساعدة الجهات والقوى والفعاليات، بل كلُّ ما يَحتاجه: ثالوثُ الرؤية والإرادة والتصميم، وهو ما تحلّى به نهاد نوفل منذ أكثرَ من ثلث قرن على رأس هذه البلدية التي جعلت زوق مكايل غاردينيا المدن اللبنانية.
لزوق مكايل تَهنئة المدن العربية؟ صحيح. ولها منا واجبُ إكبارِ بلديةٍ لا تنام، ورئيسِ بلديةٍ لا يرتاح. وما أطيبَ قلَّةَ النوم وقلَّةَ الراحة، حين هذه القِلَّةُ تولِّد كثرةً في إنجازاتٍ تَقرأ التطوّر المستدام وتكتب رفاه المواطن وتتذكر المستقبل لتجعل الحاضر ضوءاً متواصلاً لِجعل لبنان كلِّه مُجَمَّلاً جميلاً جمالياً على صورة زوق مكايل.