الحلقة 468: أيام المسيح على أرض لبنان
(الأربعاء 1 شباط 2006)
الحقائق التي أطلقها الدكتور أنطوان الخوري حرب مساء أول أمس الاثنين خلال محاضرته السمعية البصرية مدعواً من مركز التراث اللبناني في الجامعة اللبنانية الأميركية، كانت هزاتِ ضميرٍ أكثرَ منها حقائق.
دعانا، وهو المنقِّبُ الجلود والباحث الطُلَعَة والكاتب الثقة، للعودة إلى أَيام المسيح في لبنان، بين قانا الأُعجوبة الأُولى التي بها دخل لبنان يسوعاً وخرج منه المسيح، وصور التي شفى فيها ابنة المرأة الكنعانية، وصيدا التي مشى على شطِّها مع تلامذته، وحرمون الذي على إحدى تلاله العالية تجلَّى لتلامذته، ومغدوشة التي كانت أُمُّه مريم تنتظره فيها، وكلُّ ذلك بوثائقَ بصريةٍ وصورٍ مأخوذةٍ من المواقع، واستناداً إلى نصوص الإنجيل وتوراة أورشليم وكتب أخرى ذكرَت مرور المسيح في لبنان، وجميعها وقائع علمية تاريخية ثابتةٌ دامغةٌ لا تقبل الجدل.
عظمةُ هذا الأمر أنه ليس لمسيحيي لبنان وحسب، ولا لمسلمي لبنان وحسب، بل هو للبنان العالمي الذي، إن هو أحسن كيف يسوِّق إرثه الحضاري، يستقطب سياحةً دينيةً ذاتَ عائداتٍ سنويةٍ عالية كما في البلدان التي تعرف كيف تجتذب سياحاً إليها فتقطف خزينتُها مردوداً هائلاً من حجِّهم إلى الأماكن المقدسة فيها.
قبل أسبوعٍ من اليوم وافق أعضاء مجمع القديسين في الفاتيكان بالإجماع على المضيّ في دعوى تطويب البطريرك العلامة اسطفان الدويهي قديساً. وبذلك يكون رابعَ قديس من لبنان بعد شربل ورفقا والحرديني. وسيعمل المعنيُّون حتماً على تأهيل وادي قنوبين ليكون محجاً ومزاراً للسياحة الدينية.
وإذا كان لبنان يتأهَّل للقديسين فيه فأحرى أن يؤهِّلَ أماكنَ زارها المسيح فيجعلَها المجتذَب الأكبر لسياحةٍ دينيةٍ لو أحسنَّا تفعيلها لأمَّنَّا لنا دخلاً يخفِّف حتماً من وقوفنا على أبواب دولٍ مانحةٍ أو دولٍ مساعدةٍ فيما نحن لا نعرف كيف نفعّل على أَرضنا ثروةً سياحيةً أو ثروةً ثقافيةً تفتقر إليها دولٌ كثيرةٌ في محيطنا والجوار.