الحلقة 387: تأهيل طلابنا على المواطنية
(الثلثاء 16 آب 2005)
حديث حلقة أمس الاثنين عن تَخرُّج آلاف الطلاب الجامعيين كل عام وجهلهم بلبنان، يقود اليوم إلى استدراك الأمر مع الطلاب الخارجين هذا العام من المدارس الثانوية، والداخلين بعد أسابيع قليلة إلى الجامعة.
وإذا لم يستطع هؤلاء أن يتلقوا في ثانوياتهم دروساً عن لبنان: لبنان التاريخ، لبنان الجغرافيا، لبنان التقسيمات الإدارية، لبنان الوطن الحضاري، لبنان المَعالِم الأثرية والطبيعية والسياحية والبيئية، فلنستدرك جهلهم بإعطائهم هذه المعلومات في ساعات إضافية مع دروسهم الجامعية، وهُم باتوا أكثر وعياً مما حين كانوا في سن التلامذة الثانويين.
هؤلاء المرصودُ عليهم أن يكونوا غداً لبنانَ المستقبل، حكاماً وموظفين ورجال أعمال ومتولّين قيادة لبنان، ماذا نقدّم لهم كي نؤهلَهم أن يكونوا جاهزين لتَوَلّي قيادة لبنان؟
ماذا لو قدّمنا لهم مع دروسهم الجامعية، ولو ساعة واحدة في الأُسبوع، دروس تأهيل على المواطنية؟ وكيف نؤهّلهم على المواطنية إن لم نقدم لهم صورةً جليّة عن الوطن حتى إذا تخرجوا بعد بضع سنواتٍ كانوا عارفين بوطنهم كما هم عارفون بِحقل اختصاصهم؟
أنا متأكدٌ أنّ كثيرين من خبرائنا في مُختلف الحقول جاهزون كي يقدّموا مَجاناً للطلاب في الجامعات دروساً أو دوراتٍ في مُختلف حقول المجتمع المدني، توعيةً على حقوق المواطن وواجباته، فلا يعود الوطن فندقاً ليس يعنيهم منه سوى النوم والأكل بل يصبح مُلكاً لهم يَحرصون عليه ويدافعون عنه وبه يتمسكون ولقيادته مستقبلاً يتهيّأون.
المواطنية المواطنية! إن معرفةَ لبنان لا تقلُّ أهميةً عن أية معلومةٍ أكاديمية يتلقاها طلابُنا في الجامعات. فما حاجتُنا في طلاب يتخرجون بالآلاف حاملين الشهادات وهم جاهلون وطنهم وحقوقهم فيه وواجباتهم تجاهه؟
الأوطان تُبنى جيلاً بعد جيل، فلنبدأْ بتأهيل أجيالنا الجديدة، بدءاً من هذا العام الدراسي… بعد أسابيع.