الحلقة 360 – النداء الخامس إلى الرئيس السنيورة: وزارة للثقافة افتراضية لا وهمية
(الجمعة 8 تَمّوز 2005)
يوم أسند الجنرال ديغول وزارة الثقافة إلى الأديب الفرنسي الكبير أندريه مالرو، كان في ذهنه أمران: أن الثقافة ركنٌ أساسيٌّ لبناء الوطن، وأنّ أندريه مالرو ذو رؤية ثقافية تنهض بهذا الركن الأساسي لبناء الوطن.
ومن أول ما أطلق وزير الثقافة أندريه مالرو مشروع المتحف الافتراضي، بنقل روائع الرسم والنحت الفرنسية إلى كل العالم، في نُسَخٍ متقنة التصوير دارت على كل فرنسا ثم على أرجاء العالم لإطْلاع الفرنسيين والعالم على الإرث التشكيلي الفرنسي رسماً ونحتاً.
هذا الاقتراح الافتراضي من أبرز ما يمكن وزير الثقافة في لبنان أن ينفّذه لنقل الإرث التشكيلي اللبناني إلى اللبنانيين والعالم، فيطبع نسخاً متقَنةً من روائع لوحات كبارنا الرسامين، ومصغراتٍ متقنةً من روائع منحوتات كبارنا النحاتين، يشتريها مهتمُّون وسياح ليس في قدرتهم اقتناءُ الأعمال الأصلية، ويعود ريع البيع إلى وزارة الثقافة.
ومن الاقتراحات الافتراضية كذلك إنشاء متاحف خاصة لروادنا اللبنانيين أدباً وشعراً وفناً وعلماً، كما نزور في العالم متاحف خاصة لكبار الأعلام، وتفرض الوزارة للدخول إلى هذه المتاحف رسماً يعود ريعه إلى وزارة الثقافة.
ومن الاقتراحات الافتراضية كذلك إنشاءُ متحف دائم للفنون التشكيلية في لبنان يقصده المهتمون والطلاب والسيَّاح المثقفون ويكون الدخول إليه برسم يعود ريعه إلى وزارة الثقافة.
ومن الاقتراحات الافتراضية كذلك تعزيزُ المكتبة الوطنية فالدخولُ إليها برسمٍ يعود ريعه إلى وزارة الثقافة.
ومن الاقتراحات الافتراضية كذلك وضعُ مسحٍ شاملٍ للمثقفين المنتجين في لبنان وإصدارُ دليلٍ مفهرسٍ بِهم يُباع في لبنان والخارج ويعود ريعُ بيعه إلى وزارة الثقافة.
ومن الاقتراحات الافتراضية كذلك حضورُ لبنان في جميع الأنشطة الثقافية العالَمية، باسم وزارة الثقافة، كي تكون الوزارةُ فاعلةً حاضرةً تُمثّل فعلاً حضور لبنان الثقافي الإبداعي في العالم.
ثلاثةُ أركان تَجعل وزارةَ الثقافة وزارةً سياديةً منتجة: استثمارٌ ثقافيٌّ على المدى الطويل، حسنُ إدارةٍ يعود بالمدخول على الوزارة فتصبح وزارةً منتجة، وفوق هذين معاً وزيرٌ من أهل الثقافة الإبداعية ذو رؤية ثقافية يعرف كيف يَجعل وزارة الثقافة وزارة سيادية لا بين وزارات لبنان المحلّيّة بل بين وزارات الثقافة في العالم.
هذا هو الوزيرُ الذي ننتظره من تشكيلتك الحكومية المنظورة، يا دولة الرئيس السنيورة.