الحلقة 331: السياسيُّ هو الخادم، والشعبُ هو السيّد
(الاثنين 30 أيار 2005)
أصغيتُ أوّل أمس السبت إلى حديث وزير المالية دميانوس قطّار ضيفاً على “صالون السبت” مع زميلتنا وردة الوردات، ولَفَتَني لديه استخدامُه قاموساً جديداً في التعاطي مع الشأن الوزاري، تعاطياً غيرَ فوقي، طالعاً من كونه ذات يومٍ مسعفاً متطوّعاً في الصليب الأحمر ليكون مسعفاً متطوّعاً في خدمة شعبه. وأكثر ما لَفَتَني في حديثه قولُه إن كلمة “وزير” (ministre) في الكنيسة تعني “خادم” الكنيسة، بِمعنى أن المسؤول في الحكم هو “خادم” شعبه.
هذا الأمر أعادني إلى ما عاينْتُه في الولايات المتّحدة خلال ست سنوات إقامتي هناك في منآي المؤقّت على بُحيرة الليمون في فلوريدا، إذ كنتُ أسمع المواطنين حين يتحدّثون عن السياسيين من نوّاب وشيوخ ورؤساء بلديات وحكام ولايات يسمونهم public servants أيّ “خُدّام الشعب”، فيعتبرون السيناتور والكونغرسمان وأيَّ مسؤول آخر: خادماً عندهم، يدفعون راتبه من ضرائبهم، وتالياً كلُّ شغْلُه أن يكون هو في خدمتهم، لا كما عندنا نَحن: المواطنون خُدَّام عند السياسيين والسياسيون يتسلطنون على الناس ويَجعلون الناس قطيعاً في خدمتهم.
القاموس الجديد الذي سَمعناه من الوزير دميانوس قطار، نتمناه نَهجاً جديداً في أسلوب الحكم عندنا، فيُصبح المسؤولُ في خدمة الشعب ولا يعود الشعب خادماً عند المسؤول، وعندها يتصالَح الشعب مع الدولة.
هكذا، بل ما إلاّ هكذا، ينهضُ الوطن.
دميانوس قطَّار: تَحية إليك.