الحلقة 318: انتخابيات- الجزء الثالث – متى انتخاباتُنا تَخرُجُ من العالَم الثالث؟
(الأربعاء 11 أيار 2005 )
لبنانيون متنوّرون كثيرون (منهم من عاشوا في الخارج وعادوا إلى الوطن، ومنهم من عاشوا في الوطن وغادروا ويعيشون اليوم في الخارج) يتساءلون متى تَخرج انتخاباتُنا من أجواء العالَم الثالث ومرشّحي الزواريب في العالَم الثالث، وَهَوْبَرات المؤيّدين المُنساقين لِمرشحيهم في العالَم الثالث.
يتساءَلون متى تَتَحرَّر الانتخابات عندنا من التَّعَمُّد المقصود الواعي في إثارة الغرائز والنعَرات والحساسيّات والشعارات الطائفية المُبَطَّنة والسياسية المُطَنْطَنَة.
يتساءَلون متى يتوقّف المرشَّحون عندنا عن جعل الناس فئران مُختبرات يُجْرون عليهم تَجاربَهم وبوانتاجاتهم ويستغلّونهم للوصول، حتى إذا وصلوا غرق معظمهم في فوقية مَمجوجة.
يتساءلون لِماذا، عند كل انتخابات، تَمتلئُ الشوارع والحيطان والساحات وأعمدة الكهرباء وأعمدة البيوت والمدُن والقُرى بوجوه الذين يطرُشون صوَرَهم، بل يطرُشُها أزلامُهم ومُحازبوهم ومَحاسيبُهم صوراً صغيرةً فوُسطى فكبرى فيافطاتٍ فشعاراتٍ فمبايعات عريضةٍ بعبارات تَمجيد وتفخيم وتعظيم تقطع من الأسواق جميع عبارات المديح والتقريظ والهَوْبَرَة. وقد يصطدم مُحازبو هذا المُرَشَّح بِمُحازبي ذاك، وقد يتطوّر الصدام إلى عراك، وقد يتطوّر العراك إلى ما هو أسوأ.
يتساءل كثيرون من اللبنانيين، لِماذا المرشَّحون يُحوّلون مُحازبيهم وأزلامَهم فئران مُختبرات مسعُورين، انتصاراً لزعيمهم واحتقاراً لِمنافسه الانتخابي.
بلى: كثيرون من اللبنانيين يصرخون اليوم: “يا أبناء شعبنا الطيّب، وأنتم أمام صندوقة الاقتراع، حَكّموا قناعاتِكم أنتم، ولا تعتبروا فرضاً واجباً عليكم ما يريده لكم “بيت بو سياسة” مِمّن جعلوكم في بوانتاجاتهم… “فئران مُختبرات”.