الحلقة 316: انتخابيات – الجُزء الأوّل – المرشَّحون بين الحساب والاحتساب
(الاثنين 9 أيار 2005)
أمّا والانتخابات دَنَت، وبِتْنا على عشرين يوماً من الاستحقاق الأول، فالعدّ العكسي يفترضُنا مهيَّإين لها، لا على ما أُريدَ لنا بل على ما نَحنُ نريد لها.
هكذا تصبح ثانويةً كلُّ صيغةٍ ستلبَسُها الانتخابات. نحترم أن يكون لدُعاة المحافظة تعصُّبُهم وتبريرُهم، ولدُعاة القضاء تعصُّبُهم وتبريرُهم، لكنّ كلا الفريقين لا يَحسب حساباً لنا، نَحن المقترعين أدناه.
هذه المرة، مُختلِفٌ هو الأمر – أو على الأقل نريده أن يكون مُختلفاً – فلا نقترع كما شاء لنا أُمراء القبيلة بل كما نشاء نَحن.
خطَّطوا لنا؟ كلاّ. خطّطوا باسمنا؟ نعم.
ركّبوا حساباتهم كما ترغب القاعدة؟ كلاّ. بل رتبوا حساباتهم كما يريدون هم أن ترغب القاعدة، أي أن تتبعهم القاعدة في ما يرغبون.
جمعوا مصالحهم وطرحوا خصومهم وضربوا حساباتهم واقتسموا أصوات ناخبيهم وشكّلوا اللوائح.
ظنّوا أن هكذا نريد، وأنهم فعلوا ما نَحن نريد، لكنهم في الواقع لم يفعلوا إلاّ مصالحهم هم، مطمئنين إلى أننا تابعونهم “على العمياني”، وأنهم يقودوننا إلى شاطئ الخلاص، وأنهم همُ الخلاص، وهم ربابنة السفينة، الكثيرو الوعود من اليوم إلى صندوقة الاقتراع.
ولكن… وهِموا ! أن يسوقونا قطعاناً إلى حيثما هم يريدون، كيفما هم يريدون، مثلما هم يريدون ، ومتى ما هم يريدون.
هذه المرة، الشعب اللبناني لم يعُد مَجموع قطعان. صار هو الراعي. وكل فردٍ من الشعب مؤهَّلٌ أن يعرف مَن يريد ولِماذا يريد مَن يريد.
بعد 14 آذار انتقل الشعب من مُحازب إلى مُحاسب.
فيا أيها المرشَّحون: اسمعوا وَ… عُوا، وتنبّهوا إلى أنّ في صفوفكم مُحاسبين لا مُحازبين، وتصرّفوا على أساس الحساب، لا على أساس… الاحتساب.