257: الشتاء والكهرباء وكوارث الماء

الحلقة 257: الشتاء والكهرباء وكوارث الـماء
(الثلثاء 8 شباط 2005)

يسأل المواطن اللبناني: لِماذا قدَرُنا في لبنان أن يكون لنا وطنٌ صيفيٌّ نتمتع بربيعه وصيفه بَحراً وجبالاً ومناخاً وسياحاً، حتى إذا جاء الشتاء تنكُبُنا الكوارث بطوفانات الماء على طرقاتنا، وانقطاع الكهرباء عن بيوتنا، وهدير المولدات في أحيائنا ليلاً نهاراً؟
يسأل المواطن اللبناني: لِماذا قدَرُنا في لبنان أن ندفع في الشتاء فاتورتي كهرباء: للمؤسسة وللمحتكر صاحب المولد، وأن ندفع في الصيف فاتورتي مياه: للمؤسسة وللمحتكر صاحب الصهريج؟
يسأل المواطن اللبناني: لِماذا قدَرُنا في لبنان أن يهرب السياسيون من مسؤولياتهم فيُلقوا باللوم على مؤسسة الكهرباء كأنها يتيمةٌ ليس من يدافع عنها، ويتبارى جهابذةُ “بيت بو سياسة” في توجيه تُهم التقصير الى مؤسسة كهرباء لبنان، مثيرين ضدّها غضب المواطنين الذين يصدّقون أنّ التقصير فعلاً من مؤسسة الكهرباء؟
يسأل المواطن اللبناني: لِماذا قدَرُنا في لبنان ألاّ تبادر الدولة الى تَخصيص ميزانيةٍ كافية لِمؤسسة الكهرباء كي تقوم بصيانة المولدات والمحطات ودفع ثَمن الْمشتقات النفطية عند وصولها فلا تبقى السفن بعيدةً قبالة الشاطئ مضاءةً في عُرض البحر والمدنُ اللبنانية غارقةٌ في العتمة القاسية؟
يسأل المواطن اللبناني: لِماذا قدَرُنا في لبنان أن تكون عندنا وزارة وصاية لا تُحارب في مجلس الوزراء كي تَحل أزمة الكهرباء عوض اتهام مؤسسة الكهرباء، وأن تكون عندنا لَجنة نيابية للطاقة لا تُحارب إلاّ بالنظارات والتنظير عوض دعم مؤسسة الكهرباء؟
الإدارة تعمل لكن عينَها بصيرة ويدَها قصيرة، رغم جباياتها الْمُحَسَّنة ومُحاولاتِ صيانةٍ لم تَعُد تُجدي في معدات قديمة يَجب استبدالُها بِجديدة. فلا تُحاولنَّ الدولةُ الهرب بتوجيه أنظار الْمواطنين الى مؤسسة الكهرباء، لأن الْمواطن اللبناني فقَد الثقة، ويلزمه الكثير حتى يسترجع ثقته بدولةٍ يدفع لها ضرائبه، ولا يَجد خدمةً واحدةً لقاء هذه الضرائب.
يسأل المواطن اللبناني: لِماذا قدَرُنا في لبنان أن ترفع الدولةُ سقفَ مطالبها من الْمواطن، ويبقى الْمواطنُ ضائعاً يبحث عن سقف وعن حماية؟

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*