الحلقة 251: قبل موسم الانتخابات الجديدة، إنزعوا صوركم القديمة عن الحيطان
(الاثنين 31 كانون الثاني 2005)
كيفما كان مصير قانون الانتخاب في مجلس النواب، فالانتخابات آتية، إلاّ إذا…
ومع مجيء الانتخاب، سوف تتكاثر الصور على الحيطان، ولن يبقى حيط ولا عمود كهرباء ولا باب بيت مهجور ولا شجرة يابسة إلا وتتعلق عليها صورة لهذا أو ذاك من المرشحين، ولهذه أو تلك من اللوائح الانتخابية.
ولكن، قبل طرش الحيطان بالصور الجديدة، فليعمد المرشحون، في معظمهم، الى نزع صورهم القديمة عن الحيطان القديمة التي ما زالت تحتمل صورهم منذ أربع سنوات، ولم تُفِدهم بشيء، سواءٌ نجحوا في الانتخابات الماضية أم لم ينجحوا.
فالصور باقية صوراً على حيطان، لا فوز أصحابها كان بفضلها ولا سقوطهم كان بسببها.
إذاً بِمَ تنفع الصور أصحابَها ما داموا يتهندمون ويأخذون مُختلف “البوزات” لكي تتعلق صورهم على حيطان، ومن يذهب الى صندوقة الاقتراع يوم الانتخاب، لا ينتخب بفضل الصورة ولا يحجب صوته بسبب الصورة. بِم تنفعُ إن لم تكن للكيدية وإثارة الغرائز؟
الدافع الى وضع اسم المرشح في صندوقة الاقتراع، هو سلوك المرشح إن كان نائباً، وبرنامجه الانتخابي إن كان مرشحاً جديداً. فإذا كان سلوك المرشح وبرنامجه وموقفه مما يقنع الناخب، سيعطي الناخب صوته، بصورة على الحيطان أو من دون صورة. وإن كان سلوك المرشح وبرنامجه وموقفه مما لا يقنع الناخب، فلن يعطيه الناخب صوته ولوكانت صورة المرشح تملأ حيطان الدنيا.
والحاصل في معظم الحالات، حتى اليوم، أن المرشح ينجح لأنه يركب الموجة، أو البوسطة، أو المحدلة، ولا قيمة لصوت الناخب ولا لصورة المرشح.
لا قيمة؟ ربما في الماضي. أما في أيار المقبل، فالموقف مختلف، لأن ورقةَ التين سقطت، والأقنعةَ سقطت، والديماغوجياتِ سقطت، وسوف يكون الصوت الناخب هو المرشح وهو النائب معاً، مهما تكاثرت “بوزات” المرشحين في الصور، وتكاثرت الصور على الحيطان.
أما إذا جاء أيار، وعادت فانتصرت المحادل والبوسطات والديماغوجيات، يعني إذا انتصرت مقولة “تيتي تيتي”، فهذا يعني أن لا أملَ في أن يكون الناخبُ هو الناخبَ الحقيقي، وعندها مبروكٌ على الناخبين مجلسٌ تكونُ أوصلته كيديةُ الصور على الحيطان.