الْحلقة 234: “صوت لبنان” والموسيقى الكلاسيكية
(الْخميس 6 كانون الثاني 2005)
شكراً لبادرة “صوت لبنان” بإذاعة الأمسية الموسيقية الكلاسيكية الخاصة التي كانت الأوركسترا السمفونية الوطنية اللبنانية بقيادة الدكتور وليد غلمية قدّمتها قبل أيام في كنيسة الجامعة اليسوعية، وبادرت الإذاعة الى تسجيلِها كاملةً، وبثِّها كاملةً صباح السبت وإعادة إذاعتها كاملةً صباح الأحد، في لفتةٍ نبيلةٍ من الإعلامية الزميلة وردة بإحلال الموسيقى الكلاسيكية مكان برنامَجَيها “صالون السبت” و”المجالس بالأمانات”، هديةً منها الى مستمعي “صوت لبنان” مع العام الجديد.
ومع استمْتاعنا الرائع بتينكَ الصبحيّتين الْـ قد تكونان أفضل صبحيَّتين لبداية عام جديد، ومع ملاحظتنا الواضحة أنّ المستوى الذي سمعناهُ من أوركسترانا السمفونية الوطنية اللبنانية راقٍ ومشرِّف ولا يقلُّ مطلقاً عن الْمستوى السمعي والتقني والعزفي والأدائي لأية أوركسترا عالَمية عريقة التاريخ، تبقى لنا ملاحظتَان مُحبَّتان، نُكمل بهما صبحية السعادة الموسيقية التي استمْتَعنا بها.
الملاحظة الأُولى: طالَما بدأت “صوت لبنان” بهذه البادرة النبيلة الراقية في بث أمسيات كاملة من الموسيقى العالية، حبَّذا لو تعمد، قبل بثِّها وخلال الوقفات بين المقطوعة والمقطوعة، الى صوت مذيع أو مذيعة يشرح ماذا سنسمع الآن، لِمن المقطوعة التالية، مَن فيها عازف منفرد وعلى أية آلة، وباختصارٍ: ما ظروف أو مناسبة تأليف هذه المقطوعة إن كان وراءها حدثٌ أو مناسبة.
الملاحظة الأُخرى: لِماذا لا تعمد الإذاعات الأُخرى، كما عمَدَت “صوت لبنان”، الى بثّ فترات كاملة من الموسيقى العظيمة الراقية، ترفع من الذائقة الجمالية لدى الشعب اللبناني ومستمعيها في العالم، عوض أن تَنْكُبَ مستمعيها بتصاريح “بيت بو سياسة” وآرائهم السديدة وأفكارهم النيّرة وكلامهم الذي بات معلوكاً ومكرراً ومرفوضاً ومَمْجُوجاً؟
إنه دور الإعلام، والموسيقى الإنسانية العظيمة لفتةٌ رئيسية في مروحة الإعلام الذي ليست مهمتُه نقلَ ما “يَـبِـيْـضُـه” السياسيون من أفكار، بل مهمَّتُـهُ توعية الناس على الرقيّ.
والموسيقى الكلاسيكية أول الطريق الى كل رقيّ.
شكراً لـ”وردة” و”صوت لبنان” على تينِك الصبحيّتين.
والى مزيدٍ منهما يُبقي هذه الإذاعة، كعادتها، في طليعة الإذاعات.