الحلقة 210: كورنيش الْمنارة بين درّاجات الهواء وبنات الهوى
(الجمعة 3 كانون الأول 2004)
بعد حلقة الخميس الماضي “أراكيل الحضارة على كورنيش المنارة” التقيتُ أصدقاء يزاولون رياضة الْمشي الصباحي أو الْمسائي على كورنيش الْمنارة، ولفتوني، مشكورين، الى ظاهرتين مؤذيتين على الكورنيش غير تنابل الأراكيل الذين يرمون نفاياتهم ورماد جمرهم على الرصيف.
الظاهرة الأُولى: ركاب الدراجات الهوائية الذين يَمرّون زيكزاكياً مسرعين بين المشاة، نساءً وأولاداً ورجالاً، وغالباً ما يلطمون سواعد الْمشاة أو أكتافهم ويَمضون مسرعين بكل رعونة وخفة وطيش، مطمئنين الى أن رجال شرطة السير، الْمتوقفين سعداء الى جانب الرصيف، لن يردعوهم عن ركوب الدراجات الهوائية، مع أن قراراً واضحاً بهذا الشأن يمنع الدراجات الهوائية من السير على كورنيش المنارة.
الظاهرة الأخرى، وهي الأخطر، تكاثُر بنات الهوى على جوانب الكورنيش، بكل مواهبِهِنَّ الإغرائية، وما ينتج عن أفخاخهنّ من صيدٍ مُغْرٍ يتبرّع له شبابٌ يستضيفون تلك النسوة في سياراتهم المتوقفة الى جانب رصيف الكورنيش، ويزاولون نضالهم على أعين المشاة الذين بينهم نساء محتشمات وصبايا بنات عائلات وأولادٌ يسيرون مع أهلهم. و… أيضاً وأيضاً، تجري هذه الْمشاهد تحت أعين رجال شرطة السير الذين لا يبدو أنهم ذوو سلطة على هذا الأمر، بدليل أن الأشاوس الذين يمارسون ذلك، يمارسونه علناً عند رصيف الكورنيش ولا يرتدعون عنه خوفاً من رجال شرطة السير.
إن كورنيش المنارة واحةٌ هانئةٌ جميلة وفريدةٌ للمشاة، ونقطةُ جذبٍ سياحيةٌ لافتة، فلا أقلّ من أن تلتفت إليها الدولة سياحياً ومواطنياً، فتردعَ عنها أخطار الدراجات الهوائية، والْمشاهد الأهوائية التي تؤذي العين وتجري تحت عين الدولة التي لا تردع بنات تلك المهنة عن أن يزاولْنَ، علناً على الكورنيش، أقدم مهنة في التاريخ.