الحلقة 202: غسيل السيارات الخاصة على الطرقات العامة
(الثلثاء 23 تشرين الثاني 2004)
كأنما لا تكفينا المياه التي بدأت تنهمر علينا من فوق، مهددة إيانا بالغرق في بُحيرات وسواقٍ وأنهارٍ على الطرقات العامة، حتى تفاجئنا المياه التي تهاجمنا من تَحت على الطرقات العامة، مهددةً مشاتَنا بالانزلاق والكسور، ومهدِّدَةً سياراتنا بالتزحلق والاصطدام، ومهدِّدَةً بيئتنا بشتى أنواع البرغش والبعوض والذباب والزوايا الآسنة من الروائح الكريهة والقرف السياحي.
لم أشهد في عاصمةٍ أو مدينةٍ حضاريةٍ زرتُها، من يوقفُ سيّاراته على الرصيف أو على جانب الطريق، ويَغسلها بالماء تاركاً مياهها الوسخةَ الممزوجةَ بالمواد الكيماوية تسرح على الطريق العام، وهو مستريح على عمله وعلى ما يسببه من ضرر عام وأذى بيئي، مطمئنٌّ الى أنْ لن يمنعَه أحد من ذلك، لا بوليس السير، ولا شرطي البلدية ولا هيبة الدولة.
ولم أشهد في عاصمةٍ أو مدينةٍ حضاريةٍ زرتُها، أية مدام جهبوزة أو أية خادمة مهبوزة، تشطف البيت أو أمام البيت، وتترك المياه الوسخة تُكسدر على الطريق العام، بدون أي خوف من بوليس أو شرطي بلدي أو هيبة الدولة.
أقول بدون، ولعلي أُغالي، فمعلوماتي أن بلدية زوق مكايل نبّهت الى مخالفات من هذا النوع، ومرتين صادر الشرطي البلدي نربيج مواطنَين، أحدهما كان يغسل سيارته على الطريق العام، والآخر يشطف الدرج المطل على الطريق العام. ولم تعد هذه المخالفات تحصل في زوق مكايل.
وقد يكون هذا حصل في بضع بلديات أخرى. ولكن هذه الظاهرة المتفشية، طاعون في أحيائنا وشوارعنا العامة. فمياه غسيل السيارات أو البيوت أو الدكاكين على الطرقات العامة وما فيها من لزوجةٍ ومواد كيماوية، تعرّض الزفتَ للتلف والحيَّ للبرغش والمشاةَ للانزلاق والسياراتِ للاصطدام والمارةَ والسياحَ للقرف. وهي ظاهرةٌ خطيرةٌ يَجب التنبه لها بِحزمٍ وحسمٍ فوريين.
التنبه؟ يعني؟ مَن يتنبه؟ البلدية، أو الشرطة، أو أيةُ أداةٍ من الوزارة المختصة المعنية.
وكي لا نطيل البحث والشرح، المطلوب: ونرددها أيضاً وأيضاً وللمرة المئة وسنرددها للمرة الألف ولن نتوقف: المطلوب مرتا واحدة، ليس لها إلا اسم واحد: هيبة الدولة.