الْحلقة 200: … وإلى مئتين جديدَتين بصوتكم وعيونكم
(الْجمعة 19 تشرين الثاني 2004)
إنّها الْحلقة الْمئتان. يا الله! كم يَمُرُّ مسرعاً عُمر العمل الإذاعي.
الْحلقة الْمئتان! يعني مئتَي مرةٍ أطللتُ عليكم حاملاً صوتَكم ومعايناتكم ومعانياتكم، لا الْمعايَنات خفّت، ولا الْمعانيات، في بلدٍ يقوم أصلاً على قهر الْمواطنين بمعايناتٍ مؤذيةٍ ومعانياتٍ مريرة.
مئتا حلقةٍ، والْمستمعون يَجعلون من هذا التعليق اليومي فُسحةً لهم يعتبرونها تَحكي بأصواتهم.
وإنها لكذلك. إنها فعلاً كذلك.
فالشكر لِجميع الْمواطنين والْمستمعين الذي يتصلون بي مباشرةً أو بـ”صوت لبنان” معلّقين أو مثْنين أو منتقدين أو طالبين أرقامي، لأنهم الصوتُ الذي من أجله كان هذا التعليق اليومي.
والشكر لِجميع مَن ألتقيهم في مناسباتٍ شتى ويثنون على التعليق معتبرينه “نقطة على حرفٍ” يريدونها هم، أو يَشعُرون بها هم، أو يريدون أن يعبّروا عنها لو أعطي لهم ذلك.
ولكنَّ ذلك مُعطىً لهم. وسيبقى معطىً لهم. فهذا التعليق منكم وباسمكم وعنكم. إنه عينكمُ التي ترى، وصوتُكمُ الذي يقول.
وإذا كانت قديمةً مقولةُ إن الشاعرَ صحافيُّ عصره، فالقصيدة قدْماً كانت هي الصحيفة. أما اليوم، فالشاعرُ أن يبقي شعرَه للشعر العالي، ويوصلَ صوتَه الاجتماعي عبر جريدةٍ أو إذاعة، كما أتاحت لي مشكورةً “صوت لبنان” التي أصبحت اليوم صوت ضمير لبنان اللبناني. فلم يعُد مسموحاً للشاعر أن يضمِّن قصيدته ما يمكن أن يضمِّنَه مقالاً في جريدة أو تعليقاً في إذاعة.
لذا، يا أصدقائي الْمستمعين إليَّ الآن، هذا التعليق اليومي “نقطه على الْحرف” ليس تعليق هنري زغيب، بل هو تعليقُكم أنتم، متنفَّسُكم أنتم، ومعايناتكم أنتم، ومعانياتُكم أنتم، وخصوصاً الشباب بينكم.
فاتّصلوا بي، واتصلوا بالإذاعة، واتصلوا بمن شئتم للاتصال بي، وهاتوا أفكاركم، وانتقاداتكم، ومعايناتكم، ومعانياتكم، حتى أترجمها لكم صرخةً عبر هذا التعليق اليومي الذي، بفضل انتشار “صوت لبنان” في لبنان وفي كل العالم، بات صوتُكم يبلُغُ آذان العالم لا مسؤولي دولتنا وحسب، بل أكثر، يوصل الى العالم تقصير مسؤولين كثيرين في دولتنا، لعلهم بهذا يرتدعون عن غرز رؤوسهم في التراب، كتلك النعامة البلهاء الظانَّةِ أنْ ليس يراها أحد، غافلةً أنّ الناس يرونها، وينتقدونها، ويوصلون عيوبها الى العالم كله، عبر أثير “صوت لبنان” التي كانت إذاعةً عند انطلاقها، واليوم صارت حاجةً لكل مواطن، وصوتَ الضمير لكل مواطن، فلا أقلّ، بصوتكم أنتم وعيونكم أنتم، من أن نجعل صرختكم، عبر هذه الـ”نقطة على الحرف”، تبلغ آذان الْمسؤولين أنّى كانوا وأياً كانوا.
اليوم، أكملنا الْحلقة الْمئتين.
فإلى اللقاء الإثنين في مطلع مئتين جديدتين، وأنا دائماً بانتظار اتصالاتكم ومعايناتكم ومشاهداتكم ومعانياتكم، حتى أضعَ عليها – معكم وباسمكم – “نقطة على الْحرف”.