الحلقة 177: انطباعات من الصين (الْجزء الثاني): رئيس جمهورية… ونهارٌ كاملٌ في المتحف
(الثلثاء 19 تشرين الأول 2004)
قبل وصولنا الى متحف مدينة شانغهاي، اختصرَت لنا دليلَتُنا الصينية لمحةً عنه، مشيرةً الى أنّ كبار القادة العالميين زاروه، وختمت بأن الرئيس الفرنسي جاك شيراك، الذي زار الصين ومدينة شانغهاي ثلاث مرات، زارها مرةً رابعةً قبل فترة، وكانت زيارته ليومين فقط، أمضى منهما يوماً كاملاً في زيارة المتحف. ونقلت عنه قوله لمدير المتحف إنه يتمنى لو يتيح له وقته تمضية نهارٍ آخر.
حفزني هذا الأمر الى سؤالين: الأول: هل من مسؤول عندنا، منذ فجر الاستقلال حتى اليوم، طلب أن تُدرَجَ في زيارة مسؤول أجنبي زائرٍ لبنان، زيارةٌ الى متحفنا اللبناني؟
والسؤال الآخر: هل سمعنا بأنّ مسؤولاً لبنانياً، منذ فجر الاستقلال، وعلى أيّ مستوىً كان: رئاسي أو وزاري أو نيابي، أثناءَ جولةٍ له رسميةٍ الى دولةٍ من الدول، طلبَ أن يزور متحفها الوطني أو التاريخي أو العسكري أو التاريخي أو الفني أو الثقافي من أيّ نوع؟
طبعاً ليس لنا أن نتدخّل في زيارات المسؤولين الخاصة، أو عطلاتهم الخاصة، أو أسفارهم الخاصة، فهذه من شأْنهم ولا دخل لأحد فيها.
لكنّنا نتمنى أن نقرأ ذات يوم، عن مسؤول من عندنا ذات يوم، في زيارة رسمية ذات يوم، طلب أن تكون في برنامج زيارته جولةٌ على متحفِ مدينةٍ، أو معرضٍ في مدينة، أو حضور أوبرا أو باليه أو مسرحية في مدينة يزورها، حتى يكونَ ذات يومٍ لدليلةٍ سياحية في تلك المدينة، أن تعرّف عن الْمعْلَم الثقافي فتذكُرَ أن زاره قادةٌ من العالم، وبينهم مسؤول كبير من لبنان، كما فعلت دليلتُنا السياحية هنا في شانغهاي، وأشارت الى زيارة جاك شيراك متحفَ المدينة.
والى اللقاء غداً في انطباعٍ آخرَ من هنا، منَ الصين… إليكم بيروت.