الحلقة 121: بتلون الشوف… واحةٌ مضيئَةٌ للتراث اللبناني
(الاثنين 2 آب 2004)
منذ تَوَلِّيَّ مسؤوليةَ مركز التراث اللبناني في الجامعة اللبنانية الأميركية، أُدعى الى التظاهرات التراثية، معارضَ وندَواتٍ ومهرجاناتٍ وأنشطةً مُختلفة، مشاركةً منبريةً أو حضوراً وزيارات.
أحدثُ من اختلفتُ إليه: مساءَ أمس الأحد في بتلون الشوف ختاماً لِمهرجانها التراثي الذي ضمَّ أجنحةً غنيةً بشؤون التراث كان أجملَها كونُ معظمِها لأبناء بتلون من جنى أيدي الشغل والبَرَكَة.
فمنها الأَشغال اليدوية من تطريزٍ وكروشيه وخلافهما، وتركيب العُطور على أطيبَ ما في الضَّوع، والتقطير الدقيق من ماوردٍ ومازهرٍ وخلافهما، وصناعة الْحديد أشكالاً أنيقة، وتشكيل الصَّدَف في استخداماتٍ وظيفية، وخياطة الْملبوسات الترُّاثية، والكتابة على حبّة الأَرُزّ، وتشكيلُ الزُّجاجيات، وتربية النحل واستخراجُ العسل، الى نتاج مُحترفاتٍ ومشاغِلَ في بتلون لأهل بتلونَ البلدةِ الشوفية الْمُعليَةِ القيمَ والشهامات، واحةً مضيئةً للتراث اللبناني.
كلُّ هذه أَبْرَزَها، في ذاك الْمهرجان التراثي، نادي بتلون الثقافي الذي تأسس عام 1963 وما زال يتطوَّر ناشطاً بإقامة دورات رسمٍ وامتلاك مبنى الْمدرسة الرسمية في البلدة تضم 700 تلميذ، الى امتلاكه مساحةً سيحوّلها قريباً مدرَّجاً للمهرجانات الكبرى والْمباريات الرياضية، الى أنشطةٍ أخرى تزيد من ازدهاره وصورته الثقافية التراثية البهية.
والنادي الذي يعمل على الثقافة والتراث، يزرع في أبناء بلدته حسَّ التجذُّر في الوطن، شعباً وأرضاً وتراثاً، ويهَيِّئُ جيلاً جديداً يربى على أصالة لبنان وإرث لبنان، كما تسلّمنا نحن من آبائنا وديعة الإرث والأَصالة، كي نسلّمها الى أبنائنا يكملون حمل الْمشعل، وهو ما يرنو إليه، في جهده الْجِدّي، نادي بتلون الثقافي.