الحلقة 96: وسامُنا العالَميُّ الْجديد مع ناديا الْجردي نويهض
(الاثنين 28 حزيران 2004)
لا يزال لبنان يواصل عالَمِيَّتَه الْمشرقة، بفضل أبنائه – غير السياسيين طبعاً – من حقول الأدب والفن والعلوم، يزرعون لبنانهم وطن الْجودة والنوعية والفكر الْخلاّق الْمبدع.
أحدثُ ما عندنا: فوز الأديبة اللبنانية ناديا الْجردي نويهض بـ”جائزة سيمون بوليفار الدولية” تمنحها منظمة الأونسكو مرة كل عامين بتمويل من حكومة فنْزويلاّ، بلد بوليفار.
أهمية هذه الْجائزة في أمرين: الأوّلُ أنها تُمنح لِمن “ينشُر تعاليم بوليفار حول مبادئ الحرية والاستقلال وكرامة الشعوب”، الثالوث الذي تَمَكّن به بوليفار من تحرير بلاده حتى سُمّي “الْمُحَرِّر”.
والأمر الآخر أنّ لبنان ينالُها في سياق كبار نالوها حتى اليوم: عام 1983 ملك أسبانيا خوان كارلوس الأول ورئيس جنوبي أفريقيا نلسون مانديلاّ، وعام 1990 فاكلاف هافيل رئيس جمهورية تشيكوسلوفاكيا، وعام 1992 أُونْغ سان سْوُو كْيي (حاملة جائزة نوبل للسلام عام 1991) ويوليوس نييريري رئيس جمهورية تانزانيا، وعام 1998 ماريوس سواريس رئيس جمهورية البرتغال والكاتب ميلاد حنّا عضو المجلس الأعلى للثقافة في مصر، وعام 2000 صموئيل رُويث غارثيا أسقف شياباس (المكسيك) وخوليو سانغينيتي رئيس جمهورية الأوروغواي.
بعد هؤلاء الكبار، تذهب الْجائزة هذا العام الى ناديا الْجردي نويهض فتُعْلي بها وطنها لبنان الى مرتبة عالميين نالوها، وتضع لبنان في مرتبة عالمية جديدة يضيفها الى حيثما أبناؤه الْمبدعون عولَموه وطناً للفكر والإبداع.
وناديا الْجردي نويهض، منذ كتابها الأول “قناديل” الى أخيرها “وسام الْجرح” مروراً بموسوعتيها “نساء من بلادي” و”كلماتٌ من ذهب”، دائبةٌ على رسالتها كأديبةٍ نهضويةٍ مربّية، ومؤسسةٍ جمعياتٍ نسائيةً وخيرية، وأُمٍ مثاليةٍ رؤوم.
جائزة للبنان عالَمية من الأونسكو، بفضل أديبة من لبنان. يا ما أطيبَ هذا الغرسَ اللبناني حين لا يلوّثه ميكروب السياسيين عندنا.
ناديا الْجردي نويهض، شكراً وتهنئةً، وطابت يدُك التي ما خطّت حرفاً إلاّ مغمَّساً بتراث لبنان.