الحلقة 78: أبعدوا عنهم بيت بُو سياسة
(الأربعاء 2 حزيران 2004)
كنا على موعد بعد ظهر اليوم في احتفال تكريمي لكبيرنا زكي ناصيف، في بلدية الشياح. لكن حلقة الْحوار الثقافي أجلت الاحتفال بسبب أضرار بلدية الشياح من أحداث الْخميس الْماضي.
وبعد ظهر أمس كنت مصطحباً من الْمطار صديقاً وصل من باريس فصعق لرؤية الْخراب على كورنيش الْمطار أعمدة الكهرباء ومصابيح مكسّرة وبقايا دواليبَ مَحروقةٍ وسط الطريق، مستفسراً عن كل هذا الْخراب الْخميسَ الْماضي، وما ذنب الْمطار وطريقِ الْمطار وتأخير الْمسافرين وحركة الطيران باسم التظاهر ضد غلاء الْمعيشة.
هاتان حالتان من عشرات نَجمت عن أحداث الْخميس الْماضي التي خلقت صدمةً سياسية وأمنية وسياحية، تحت غطاء الْمطالبة بتخفيض سعر صفيحة البنْزين، باندساس عناصر مشبوهة بين الْمتظاهرين تكسِّر وتُحرق وتُخرّب بنية تَحتية كلفت الدولة الْمليارات، ثم تطالب الدولة بتخفيض الدين العام فيما تُكبّدها خسائر فوق خسائر، منها قرار مَجلس الوزراء أول أمس بتعويض 50 مليون ليرة لأهل كل ضحية، والتكفل بتكاليف استشفاء الْجرحى على حساب وزارة الصحة.
ومن أخبار أمس أن لدى النائب العام التمييزي ومفوّض الْحكومة لدى الْمحكمة العسكرية ثَمانيةً وستين موقوفاً، بتهمة إثارة الشغب ورمي الْحجارة ورمّانة على مغاوير الْجيش، بينهم مطلوبون بمذكرات توقيف سابقة، استأجرهم الْخميس الْماضي مشبوهون متخفون وراء شعارات وطنية وأفلتوهم بين الْمتظاهرين يُخربون البنية التحتية ويوجهون الحجارة والشتائم الى أحبابنا الجنود في جيش لبنان.
لن نستبق التحقيق، ونؤمن بنَزاهة القضاء اللبناني، لكننا نأمل أن ينال الرعناء عقابهم القاسي، من دون تدخل من يقفون وراءهم ويُحاضرون في العفة والوطنية والنّزاهة.
بلى: نأمل إبعاد بيت بو سياسه عن هؤلاء الْموقوفين الزعران، لأن بعض خرابنا من بعض بيت بو سياسه، الذين يُمارسون العهر ويُحاضرون في العفاف.
وما أجدر قضاءنا النّزيه بتوقيف أصحاب الرؤوس الكبيرة الذين تَحميهم الْحصانة، فيقفون من بعيد يتفرّجون في سادية نيرونية كيف تتدحرج أمامهم رؤوس صغيرة لا تَحميهم حصانة الكبار.