الحلقة 75: تطبيق النظام بدون عنتريات فولكلورية
(الجمعة 28 أيار 2004)
توالت أمس الْخميس دهشة الْمسؤولين من أصحاب الْمحطات لأنهم لَم يتقيّدوا، قال، بقرار مَجلس الوزراء تَخفيض تعرفة البنْزين.
عجيبٌ أمر دولة تندهش فتنتفض لكرامتها موسمياً، ولا تبقي حزمها يومياً وفي مراقبة شديدة.
نَهار الْجمعة الْماضي، قبل أُسبوعٍ تَماماً من اليوم، في الْحلقة 70 من هذا البرنامج، وكانت بعنوان “مطبَّات الطرقات للطائشين أم أفخاخ لسيارات الْمواطنين؟” تَحدّثتُ عن الْمطبّات الْمفاجئة في الطرقات العامة، مسبِّبَةِ الكثير من حوادث السير، وسَمّيتُ تَحديداً طريق الْحازمية الدولي نزولاً قبيل مستديرة الصياد. وإذا بي أُفاجأُ بِمن زوّدني مساء أمس بتعميم صادر عن الدولة يطلب الى البلديات إزالة هذه الْمطبات الْمُخالفة. وهو ما لم يَحصل، ولا اندهشت الدولة يومها غضباً مثلما اندهشت أمس وثارت لكرامتها من عدم تَخفيض سعر البنْزين.
ماذا في ذاك التعميم؟ أَقرأ: الْجمهورية اللبنانية، وزارة الأشغال العامة والنقل، الْمديرية العامة للطرق والْمباني، تعميم رقم 353/ص ط م. تاريخ 7 تشرين الثاني 2001. جانب محافظ جبل لبنان، الْموضوع: إزالة مطبات مقامة على الطرق العامة خلافاً للأنظمة الْمرعية. ومما جاء في النص: بالإشارة الى الموضوع المشار إليه أعلاه، تبين أن ثمة مطبات أَقامتها على الطرقات العامة بلديات في محافظة جبل لبنان، بصورة مغايرة للقوانين والأنظمة الْمرعية والأُصول الفنية. وبِما أن هذه المطبات تؤدي الى عرقلة السير وتعريض السلامة العامة للخطر، الأمر الذي يستوجب إزالتها، نرجو الاطلاع وتعميمَكم على كافة البلديات في محافظة جبل لبنان بعدم إقامة أي مطب دون أخذ الموافقة اللازمة من مديرية الطرق، وتكليف الأجهزة المختصة لإزالة المطبات المقامة خلافاً للأنظمة المرعية، حفاظاً على السلامة العامة.
الإمضاء المدير العام للطرق والمباني: المهندس فادي النمار.
نقول: شكراً للمهندس النمّار على تعميمه الواعي والْمسؤول. ولكننا نسأل: لِماذا لم تغضب الدولة من عدم تنفيذ هذا التعميم، كما غضبت أمس على عدم تنفيذ تعرفة البنْزين؟
إن هيبة الدولة تكون في حزم التطبيق كلما وحيثما وحالَما وجب التطبيق.
فلتبادر اليوم الى تطبيق قراراتها أينما كان، وبأي حزم كان، وبدون هذه الـ… العنتريات الفولكلورية.