الحلقة 67: عالَمِيٌّ جديدٌ من لبنان: المخرج أسد فولادكار
(الثلثاء 18 أيار 2004)
مرةً أخرى يطل لبنان الى العالَمية، ومن السينما هذه الْمرة.
جميعكم تسمعون طبعاً بمهرجان “كانَ” السينمائي، ونتائجه والأعلام الذين يفوزون في “كانّ” فينتقلون الى العالَمية. غير أن الأقل بينكم يسمعون بمهرجان “صندانس” (ولاية يوتا) وهو مُخصص للكتّاب والْمخرجين الْجُدد، مِمّن لَم ينفّذوا أكثر من فيلم روائي واحد.
وهذا الْمهرجان أسَّسه الْمُمَثِّل الكبير روبرت ردفورد، لتشجيع الْمواهب الْجديدة في الْحقل السينمائي، من كتّاب سيناريو ومُخرجين شباب، يَجمع لَهم كل عام أعلام كتّاب السيناريو والْمخرجين الْمكرّسين الكبار في هوليوود والعالَم، يلتقي بهم الشباب السينمائيون الْجُدد يناقشونهم ويعرضون لهم أعمالهم الفائزة، وهذا حلم جميع السينمائيين الشباب في العالم أن تفوز نصوصهم في مهرجان “صندانس” فيستضيفهم الْمهرجان ويلتقون بهؤلاء الكبار ويقتربون من هوليوود، حلمهم الأكبر.
وهذا العام، اختارت اللجنة التحكيمية في مهرجان “صندانْس” ثلاثة عشر نصاً، تسعة منها لأميركيين، وأربعة لسيناريست شباب من سائر أنْحاء العالَم، هي: كندا، تايلندا، هولندا، وإذا بالبلد الرابع هو… لبنان، في سيناريو فيلم “شجرة الأرز” للمخرج اللبناني الشاب أسد فولادكار.
وأسد فولادكار، تذكيراً، هو صاحب الفيلم اللبناني “لَمّا حِكْيِت مريم” الذي نال حتى اليوم إحدى وعشرين جائزة لبنانية وعربية وعالَمية، واشترك حتى اليوم بثلاثة وأربعين مهرجاناً سينمائياً، وهو بين أفضل الأفلام اللبنانية في الآونة الأخيرة.
بعد أقلّ من عشرة أيام، يطير أسد فولادكار الى “صندانْس” (يوتا) يُحقِّق حلمه الأكبر في الْحياة، فيلتقي عباقرة السينما العالَمية ويعرض لَهم نص فيلمه الفائز، وعنوانه “شجرة الأرز”، قصة لبنانية تَجري أحداثُها بين لبنان وأستراليا، وتروي حكاية عائلة لبنانية دفعت غالياً ثَمن الْهجرة من لبنان، على غرار شجرة الأرز التي تنغرز في تربة السوى، فتصبح جذورُها منتمية الى تربة السوى، لكن أغصانها تمتدّ وارفة الى فوق، وترنو دائماً الى تربتها الأم في أرض لبنان.
بلى: أسد فولادكار، الْمخرج السينمائي اللبناني الشاب الْموهوب، بات على عتبة هوليوود، فرحنا به كبيرٌ مرتين، أولى لاقترابه من هوليوود عن طريق بيروت، والأخرى لفوزه بفيلم يحمل قضية لبنان الى هوليوود، أكبر واحة سينمائية في العالَم، ستنقل لبنان الى أكبر شاشات العالَم.