الحلقة 39: الأرصفة للمشاة لا لكساسير السيارات
(الخميس 8 نيسان 2004)
من الْمشاهد الْمقزِّزة في شوارعنا: سياراتٌ متوقفة على الأرصفة، تراكم عليها الغبار والمازوت والزيت وورق الشجر، حتى باتت ملجأً للجرذان والهررة الشاردة، ومكباً للنفايات، ومصدرَ إزعاجٍ بروائحها الكريهة، عدا وقوفها على الرصيف الْمخصص للمشاة، فإذا بها تحرم الْمشاة طريقهم، وتلزمهم على النُّزول الى الطريق العام، وليس من يتحرك ولا من يسأل.
إذا كان هذا شأنَ البلدية، فعلى البلدية أن تبادر، وتوعزَ الى شركة النفايات كي ترفعها وتنظف مكانها وتفتحَ الرصيف للمشاة. والآن وقتُ ذلك، لأن الْموسم موسم انتخابات ومسؤولو البلدية يتسابقون على الْخير العام.
وإذا كان هذا شأنَ الدولة، فلتبادر الدوائر الْمسؤولة في الدولة، لا الى رفع هذه السيارات وحسْب، بل الى مقاضاة أصحابها الذين استوطوا حيط الدولة أو البلدية فتركوا سياراتهم المكسرة متوقِّفةً جثَّةً بشعةً على الرصيف، مزعجين بها الْمشاة، ومارَّةً آخرين يؤذيهم منظرها وقد عشش فيها العنكبوت ونبت فيها العشب البري وباتت مصدرَ خطر وقرفٍ وأذى للْمشاة، تماماً كالكلاب الْميتة والْهررة الْميتة والْجرذان الْميتة على الرصيف.
في بلدان الناس الْمتمدّنين، حيث البلديةُ حاضرة والدولة حاضرة، لا يجرُؤُ مواطنٌ على إيقاف سيارته العتيقة وتركِها مهمَلَةً على الرصيف لأنها تشوّه الْمنظر أو تسبِّب الإزعاج.
ومن الآن، حتى تصبح الدولةُ عندنا دولةَ حزمٍ وحسمٍ في هذا الْموضوع بالذات، يبقى على الْمواطنين أنفسهم أن يأخذوا هم مبادرة الاتصال بمن يلزم كي يصار الى تنظيف الأرصفة من هذه الشواذات الْمقزِّزَة، لأن الأرصفة كلَّفت الدولة والبلدية أموالاً باهظةً، كي تكون جميلةً مزهرةً للمشاة، لا كي تنتهي مكبَّ نفاياتٍ عاماً لكساسير السيارات.