534: أيُّها السياسيون: سَـتـَـنـْـحـَرونـَهُ وتـَنـْـتحرون!

أيّها السياسيون: سَـتَـنْحَـرُونَهُ وتَـنْـتَـحـرون !
السبت 16 شباط 2008
– 534 –
الأُسبوع الماضي (“أزرار” 533 – السبت الفائت) صرختُ بكم: “ماذا تفعلون بلبنان”؟ وكان الأجدر بي أن أُكمل: ماذا تفعلون للبنان؟ وأكثر: ماذا تفعلون من لبنان؟ وأكثر أكثر: ماذا تفعلون في لبنان؟
الأسئلةُ تكبر. الغضبُ يزداد. القرفُ يتّسع. وبركانُ الشعب يتهيَّأ لينفجر بكم وأنتم، في غفلة من حالات النشوة الشعبية، مأخوذون بها سكرانين بالتصفيق حولكم، والتهييص باسمكم، والتعييش “بالروح بالدم نفديك يا…”، والمكايدة بشعاراتكم ويافطاتكم وصوَركم وكيدياتكم السامة التي سَمَّمت الوطن وشعب الوطن واقتصاد الوطن ومستقبل الوطن.
أيَّ لبنان تظنّون أنكم لأجله تعملون؟ أيَّ لبنان على قياسكم أنتم تفصّلون؟ أيَّ لبنان لأجل نسلكم الملعون تُهيِّئون؟ أيّ لبنان على جثث شهدائنا وشعبنا تَبنُون؟ أيّة خارطة للبنانكم أنتم ترسمون؟ أيّة إقطاعات في حساباتكم الخاصة والشخصية والانتخابية والشخصانية والمصلحجية ترسّخون؟ أيّة مزارع لصالحكم تُهندسون؟ أية عشائر سياسية وحزبية وقبائلية لمجدكم تُغذُّون؟
أتظنون أنّ هذا اللبنان المسخ كما شطرتُموه رقع شطرنج، هو الذي سيُبقيكم زعماء في ذاكرة التاريخ؟ أتظُنّون أن الأصنام التي رفعتُموها لترتفعوا على أكتافها هي التي ستُبقيكم أحياء في ذاكرة الوطن؟ وهل لبنان سيبقى لبنان الذي تظنّون أنكم ستظلّون تَحكمون؟ ألَم تفهموا بعد أنكم لبنانَ الحقيقي تَهدرون؟ ألَستُم من ضَيَاع فلسطين تتعلّمون؟ ألَستُم ما وصلت فلسطين إليه اليوم تتابعون؟ أَمَا أنتم تاريخَ الأندلس تقرأون؟ وما الذي يبقى من لبنان إذا لم تبق فيه إلاّ البيوت الفارغة وأشجار الحور والليمون؟ وأيّ لبنان هو هذا الذي لا تعود فيه الروح الفذّة التي تُميّز لبنان عن مُحيطه منذ قُرون؟
وإذا ضاع لبنان (أو تفكّك أو تشلَّع أو “أصابه” التدويل في حُكّامه وأَحكامه) فأية قيمة لكم تبقى أو تكون؟ وما قيمتكم أنتم خارج شبر واحد من أرض لبنان إن كنتم منه ستخرجون؟ ومن سيحترمكم وأنتم سبّبتم ضياع وطنكم عوض الحفاظ عليه بأهداب العيون؟ ألا تعُون أنكم تنحَرون لبنان وبه ومعه وفيه تنتحرون؟ كم “عبدالله الصغير” تناسل فيكم من بني الأحمر الى أندلس العصر الْهَتُون؟ وماذا سينفع ندمُكم وهرعُكم تائبين على باب الوطن حين لن تعودوا شبراً واحداً فيه تَملكون؟ هل يفكّر واحدكم بأية نظرةٍ حكامُ العالم إليكم ينظرون؟ وهل تنبّهتم الى أيّ ازدراء أو شفقة أو لعنة أو قرف منكم الناس في العالم كلّه بكم يفكّرون؟ هل فكّرتم بأيّ حقد عليكم اللبنانيون في كل العالم غاضبون؟ وهل ما زلتم تعتقدون فعلاً أنّ الذين جاؤوا بكم الى كراسي الحكم سوف خطَأَهم القاتل يكرّرون، بعدما نَحرتُم الوطن ولا تزالون تنحرون؟ ألا تعلمون أنكم اليوم جميعاً مكشوفون: المخْلصون منكم معروفون، واليوضاسيون (نسبةً الى يوضاس الذي أسلم المسيح) كذلك معروفون، الأوفياء منكم معروفون، والْمُلْجَميون (نسبة الى عبدالرحمن بن ملجم قاتل الإمام علي) كذلك معروفون، الطاهرون منكم معروفون، والپـيتانيون (نسبة الى الفرنسي الماريشال پـيتان الذي تعاون مع الألمان ضدّ مصلحة بلاده فرنسا) كذلك معروفون، فإلى أين من غضب الشعب ستهربون؟
كونوا على ثقة بأنكم واصلون الى نتيجة واحدة لا ثانية لها ولا في الظنون: إذا واصلتم هكذا نَهْشكم في لبنان، تنخُرُونه وتنحَرُونه ولا ترتدعون، فسوف ينتفض شعب لبنان ذات غفلة من سكرتكم السياسية والشعبية، ويهُبُّ عليكم في ثورة غضبٍ انتقاميٍّ جارف، ويقودكم وأنتم مكسورون الى جميع أغصان التينات اليابسة التي تنتظركم في جميع كروم الزيتون!

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*