الجمعة 21 تشرين الثاني 2003
– 332 –
عام 1937، وكان يومها وزير داخلية، طالب بـ”توسيع طريق شبعا من مدخلها حتى الساحة العمومية”، وهذه شهادة من أحد أركان الْحكم يومها، على مكتب من لا يَجدون اليوم إثباتات كافية لـ”لبنانية مزارع شبعا”.
وفي 2 آذار 1936، وكان نائباً منـتَخَباً عن جبل لبنان، كان اسمه الأول (تلاه فريد الْخازن، محمد عبدالْحق، صبري حمادة، حميد فرنجيه، كميل شمعون، مجيد أرسلان) على رأس عريضة تطالب الفرنسيين بـ”إنفاذ الدستور اللبناني، وتوقيع معاهدة بين لبنان وفرنسا، كالوعد الذي قطعه الكونت دومارتيل لرئيس الْحكومة السورية على قاعدة الْمعاهدة العراقية (…) وتَحقيقاً لِحقوق اللبنانيين الْمشروعة وبروتوكول الانتداب بِاستقلال لبنان وسوريا”.
وعام 1934، كان اسمه الأول (تلاه فريد الخازن وكميل شمعون) على رأس كتاب رفعوه الى الكونت دومارتيل يسألون فيه معاملة لبنان دستورياً، تماماً لا أقل، على الْمستوى نفسه الذي به يتعامل دومارتيل مع سوريا”.
وعام 1924 كان على رأس لائحة “حزب الشبيـبة اللبنانية” مع بشارة الخوري (الأخطل الصغير) وحبيب أسطفان (يومها كان لا يزال الْخوري يوسف أسطفان) للدفاع عن مصالح لبنان و”أن يكون لبنان الكبير مستقلاًّ بِحدوده التاريْخية والْجغرافية، وحكومته ديمقراطية دستورية نيابية” (افتتاحية “الْمعرض” 18/12/1924).
وكي لا يستمر اللغط حول فضل توزيره بين رئيس كتلته الدستورية الشيخ بشارة الْخوري أو رئيس الكتلة الوطنية رئيس الْجمهورية إميل إده، تطلع علينا وثيقة من نانت (حيث مَحفوظات الْمفوضية الفرنسية أيام الانتداب) تقول الآتي: “عشية دورة الربيع النيابية، سعت الكتلة الدستورية الى إسقاط الْحكومة. واندلعت الاضطرابات بين الْحكومة والْمعارضة (10 أذار 1937) فأبرق دومارتيل الى فرنسا ينذرها بِخطر انقسام البلاد ويقترح تشكيل حكومة ائتلافية من دستوريين وكتلويين، حتى إذا وافق الـ”كي دورسيه” فرض دومارتيل على إميل إده وخير الدين الأحدب حكومة ثلاثية (في14/3/1937) من ميشال زكور وحبيب أبو شهلا وأحمد الْحسيني”. وكان ميشال زكور نَجم تلك الوزارة التي لَم يُمض فيها سوى 97 يوماً حتى وفاته الْمفاجئة بِحادثة قيل إنها نوبة قلبية (؟!؟) في 18/6/1937.
وكان ميشال زكور، في نيابته كما وزارته، عنيداً في لبنانيته في وجه السلطة الْمنـتدبة، وكان قلمه في “الْمعرض” سيفاً مُصْلتاً لا ينحني ولا يلين، يطالب بتثبيت الدستور اللبناني، وتَحقيق الاستقلال اللبناني كاملاً ناجزاً. على أنه مات قبل ست سنوات وخمسة أشهر من رؤيته يتحقق على أيدي زملائه في الْحكم، من ناضل وإياهم، وغالباً على رأسهم، عنيداً جريئاً صلباً في وجه الفرنسيين الذين عطّلوا جريدته “الْمعرض” 17 مرة ولم يعطلوا صوته.
هذا اللبناني الكبير، هو الْمهندس الْحقيقي لاستقلال لبنان. لكن لبنان السياسي قصير الذاكرة، خصوصاً في حق من أصدرت “بلدية بيروت الْممتازة” قراراً (في 28/8/1951) بإطلاق اسمه على شارع اللنبي، واليوم (بعد 52 سنة) لا تزال، هي والْحكومات الْمتعاقبة في هذه الدولة، عاجزة عن تطبيق ذاك القرار… يا عيب الشوم.