السبت 20 أيلول 2003
-323-
لن نناقش الآن أهمية القيمة الفنية لتصويت الْجمهور في الْمسابقات والبرامج، مع كل يقيننا بأن هذا النوع من التصويت في الغرب تضعف فيه العصبية الْمحلية والبلدية والوطنية والقومية، ويبقى الْمعيار الوجداني هو العمل الفني في ذاته. وهو هذا ما نرصده في حالة مؤلفنا الْموسيقي اللبناني/ العالَمي بشارة عبدالله الْخوري، الْمتحدّر من عائلة أعطت لبنان منارات لا الى جدال: جدُّه الأخطل الصغير أمير الشعراء، والده عبدالله الْخوري (عبدالله الأخطل) قمة في الشعر والْمحاماة، والدته سلوى شقيقة عاصي ومنصور والياس الرحباني ورفيقة عاصي ومنصور في بداية مشوارهما الفني (الْمطربة نَجوى) ، وهو في ذاته قيمة فنية مستقلة ذات حضور قوي، منذ راحت الصالات الكبرى في باريس (في طليعتها صالة بلاييل) تصغي الى مقطوعاته الكلاسيكية متجانبة في ريبرتوار واحد مع الكبار الكلاسيكيين الْمكرَّسين (موزار، بيتهوفن، فيفالدي،…)، الى كون مقطوعاته تعطى في الامتحانات النهائية لطلاب الْمعاهد الْموسيقية الكبرى في باريس التي يقيم فيها منذ نَحو ربع قرن.
كل هذا ليس اليوم الى جدال. الْموضوع العاجل اليوم (ولغاية 30 تشرين الأول الْمقبل) هو التصويت لبشارة الْخوري في الْمسابقة العالّمية الكبرى التي تنظمها مؤسسة “ماستربرايز” (الشهيرة باختصاصها في الْموسيقى الكلاسيكية) والتي وصلها لِهذه الْمسابقة 1106 مقطوعات (من 65 بلداً في العالَم) أخذت تغربلها في ثلاث تصفيات (ربع نِهائية ثُم نصف نِهائية فنهائية) حتى وصلت الى التصفية الأخيرة بستة أسْماء بينها اللبناني بشارة الْخوري، وعلى الْجمهور أن يعمد الى التصويت على الإنترنت (موقع www.masterprize.com حيث عنوان masterprize 2003، وعند فتحه يظهر الاسم والصورة الى جانب كل مشترك من الستة الباقين، والاسم الثاني بينهم هو اسم بشارة الْخوري والى جانبه مربع صغير يضغط عليها الناخب فيدلي بصوته ويكتب اسمه وعنوانه البريدي الإلكتروني ثم يرسل بصوته الى هذه الْمؤسسة الكبرى.
ولكي لا تقع الْمؤسسة في فوضى التصويتات الفئوية والعصبية، عمدت (ويا ليت كل تصويت يكون هكذا) الى اعتبار أصوات الْجمهور تشكِّل 45 بالْمئة من الْمجموع، الى 5 بالْمئة لأصوات الْجمهور في مسرح باربيكان (لندن) حيث سيصار (ليلة 30 تشرين الأول الْمقبل) الى عزف الْمقطوعات الست أمام لَجنة اختصاصيين تشكل أصواتُهم 40 بالْمئة الى 10 بالْمئة هي نسبة أصوات كبار العازفين ليلتها في أوركسترا لندن السمفونية.
من هنا أن الأمر جدي جداً، والتصويت مهم جداً. وكلّ ناخب، حين يفتح الْموقع على الإنترنت، يُمكنه أن يستمع الى الْمقطوعة الكلاسيكية التي يعطيها صوته. ومن هنا أن التصويت لبشارة الْخوري هو تصويت لصوت لبنان في العالَم، كي يضيء لبنان في حدث فني ثقافي عالَمي نبيل ينقذه من كل ما يتخبّط فيه مَحلياً من تعتير سياسي. وهذا ما يدفعنا الى الاتصال ببعضنا البعض وبِعالَم الانتشار اللبناني في العالَم كي نستعيد وجهنا الْمشرق على خارطة العالَم الْحضاري، لا كرمى لبشارة الْخوري فقط، بل من أجل لبنان.