الاثنين 28 حزيران 1999
– 104 –
…ومن الكتاب، هذه المرّة!
بعد إضاءة لبنان على الخارطة العالمية من بابا الرياضة (“الحكمة” بطل آسيا)، ومن بابا الغناء (بافاروتي في بيروت)، ومن باب الجمال (انتخاب ملكة جمال أوروبا)، ومن باب العمل الإنساني (انتخاب المطران اللبناني يوحنا فؤاد الحاج رئيساً لكاريتاس الدولية)، ها هو لبنان يدخل موسوعة “غينيس” من باب الكتاب هذه المرة: ثبوت أن الطالب اللبناني راندي نحلة هو “أصغر مؤلف في العالم أصدر كتاباً: روايته البوليسية الأولى “انتقام” (كتبها ونشرها بالإنكليزية ولم يبلغ الثانية عشرة) متجاوزاً فرادة فتاة فرنسية كانت في الطبعة الحالية من موسوعة “غينيس”، وضعت كتابها الأول وهي في الرابعة عشرة.
راندي غازي نحلة (الصادر اسمه في الطبعة المقبلة من موسوعة “غينيس” السنة 2000)، سجل في نهاية هذا العام الدراسي ظاهرة هي أيضاً فريدة في العالم. فهذه أربع مدارس لبنانية (مدرسة الراهبات الأنطونيات- غزيز، مدرسة مار يوسف- قرنة شهوان، المدرسة الإنجيلية- النبطية، ومدرسة السيدة- ساحل علما)، اعتمدت الكتاب لصفوفها المتوسطة الثاني والثالث والرابع، وبدأ أساتذة هذه الصفوف يهيئون دروسهم حول الرواية للسنة الدراسية المقبلة.
والفرادة أن يحلل الأساتذة كتاباً مؤلفه تلميذ أصغر من تلامذتهم (راندي يترفع من الثاني متوسط إلى الثالث متوسط)، وأن يدعى المؤلف خلال السنة الدراسية المقبلة إلى شرح كتابه (في مدرسته الحالية: الراهبات الأنطونيات- غزير) لتلامذة الصفوف الأرفع من صفه، في مفارقة غريبة عجيبة لم تحصل في العالم، وهي أيضاً يتفرد بها لبنان، في سياق ما يتفرد بع في العالم وطننا المفرد الذي يتميز بالجودة لا الكثرة، والنوعية لا العددية، والكيفية لا الكمية.
راندي الذي أعفي هذا الشهر (للعام الرابع على التوالي) من امتحان نهاية العام الدراسي، سيدعى إلى شرح كتابه، لا لتلامذة صفه، بل للتلامذة الأكبر منه، مؤلفاً “يحاضر” عن كتابه، ثم يعود إلى صفه يتابع دروس أساتذته وشروحهم عن سائر المؤلفين.
ظاهرة لا تحدث إلا في لبنان، هذا “الأصغر” الذي ينتصر على “الأكبر”، هذا “الصغير” الذي يدهش “الكبار”، هذا الضوء الضئيل على الخرطة الكبيرة، وتمتد شعاعاته وسع الخارطة.
راندي غازي نحلة على طريق أن يكتب ضوءاً جديداً للبنان في العالم.
“يا زغير ووسع الدني… يا وطني”.