الخميس 27 آب 1998
– 61 –
ليست عادية هذه العودة.
نجوم وفرق أجنبية غالباً ما يقصدها محبوها إلى بلدانها كي يحضروا عرضاً لها أو أمسية أو عملاً كبيراً، جاءت إلى لبنان، إلى بيروت خلال الخريف والربيع، وإلى جبالنا خلال الصيف عبر مهرجانتنا الدولية في بعلبك وبيت الدين وبيبلوس وصيدا وصور وسواها.
وفي هذا، مؤشّر واضح لعودة لبنان إلى الخارطة الفنية الراقية في العالم، إضافة إلى عودته إلى الخارطة السياحية العالمية، عبر منشورات وأفلام تنتجها وزارة السياحة، أو عبر شاشة الإنترنت (بعدما خططت الوزراة لبلوغ فصل “لبنان” على الإنترنت إلى 317 صفحة مع نهاية هذا الصيف).
طبعاً، ليست عادية هذه العودة.
ولبنان الذي كان “بعبع” المجيء إليه في سنواته المالحة الماضية، بات يستقبل كاريراس وسكالا دوميلانو وكبريات الفرق العالمية غناءً ورقصاً وإبداعات فنية.
من هنا، لا نستغرب تهديدات إسرائيل بـ”ضرب بنيته التحتية” لأنها، ضمناً، تضمر كذلك أن تضرب هذه العودة العالمية العريضة إلى خارطة كبار الفنانين والفرق بالمجيء إلى لبنان، كأفضل أيام عزّه في النصف الأوّل من السبعينات.
لبنان العائد؟ هو هذا. لبنان الإبداع والجمال، وأعجوبة ظلّ الغربان يحسدونها حتَّى أحرقوها.
لكنه، ككل مرّة، ينهض من رماد الحريق ودمار الحروب، ويعود “أحلى وأنضر”، لأن قدره- وسط صحراء الخرائط- أن يظلّ “لبنان الأخضر”.