53: سعيد عقل ستّ وثمانون وهو متألـّق

الخميس 2 تَموز 1998
– 53 –
بعد غد، السبت، نتحلق حوله لنضيء (لا لنطفئ) شمعة عيده!
ست ثمانون! ويزداد (يا حماه الله) شباباً وتألُّقاً وتأنّق فكر وعطاء.
ست ثمانون! ولا يزال أفتانا وأنضرنا وأصبانا و… أبانا.
ست وثمانون! ولا يزال يطل ثلاثاً في الأسبوع (من الزميلة “السفير”)، ويطل اثنتين في السبوع على طلابه (في جامعة سيدة اللوزية)، ويطل كل يوم على قصيدة جديدة، أو قديمة ينقح فيها، أو متابعات أدبية وثقافية يرصدها ليظلّ حاضراً في كل مكان ومناسبة.
ست ثمانون! ومشاريعه للبنان بين أصابعه والورق، على قلمه الذي يشيل بلبنان إلى حيث هو، وطناً لا أيّما وطن، ومنجماً أهدى إلى العالم ثلثي الحضارة.
مريدوه ومُحبّوه، يحترمونه، ومنتقدوه وحسّاده يحترمونه. فهو السنديانة التي فاءت إليها البلابل تتعلّم الطيران والعندلة.
ثلثا قرن وهو باسط جناحيه، نشأ عليه معظم شعراء الجيل، الوفي منهم والعقوق، وهو النبع الذي يعطي بلا منّة، والنهر الذي يدفق ليس يسأل من عبّ أو من ارتوى.
الشِّعر علّمنا، والنبل والقيم العاليات. وعلّمنا لبنان. فهو بذا: أستاذنا وكبيرنا وصاحب هذا العصر، وأحبّ أحب: أبو لبنان اللبناني.
سعيد عقل: في عيدك السادس والثمانين، نجمهر قلوبنا، نتسلّق جذعك المبارك، ونبوس جبينك العالي.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*