24: دماغ ومجاذبات أين يستقرّ في النهاية؟

الأربعاء 17 أيلول 1997
– 24 –
لا تزال الأدمغة اللبنانية التي تهاجر، تتألّق حيثما تحلّ، تقطف نجاحاً للبنان الإبداع.
إنها سفاراتنا الجوّالة بإسمنا، هذه الأدمغة التي تشع في العالم، ويشع منها لبنان.
مصطفى عماد الأمين (29 عاماً) نجم لبناني للطب في كندا. أبحاثه في البيولوجيا باتت مراجع معتمدة في غير جامعة من كندا والولايات المتحدة.
بدأ رحلته من بيروت، حيث ولد، إلى بروكسيل حيث حلّ هارباً من جنون سنوات الجمر، ثمّ عاد إلى بيروت حيث تخرّج من الجامعة الأميركية (بكالوريوس في العلوم)، ليعود إلى جامعة لافال (كيبيك- كندا) حيث نال الماجستر في العلوم، ليكمل الدكتوراه في جامعة شيربروك (كندا) فينال منها درجة وممتازة وتنويهاً من لجنة الإشراف على الدكتوراه، وتستبقيه هذه الجامعة حتى اليوم باحثاً في بيولوجيا الذرة، والخلايا، وأستاذاً لديها ومديراً لمركز الأبحاث فيها، يشرف على الدراسات العليا والأبحاث العلمية والطبية، ويشرف على تنفيذ بعضها ميدانياً أو عيادياً.
ولم تمضِ أشهر على مهمته تلك، حتَّى بدأت تظهر نتائج أبحاثه واختباراته على الأمراض ذات المناعة الذاتية (كالتهاب المفاصل الروماتيزمي، والعقم…)، إلى اكتشافات أخرى له في معالجة سرطان الثدي وسرطان البروستات.
ومنذ 1995، بدأت أبحاثه المكتوبة تظهر في المجلات الطبية والعلمية المتخصصة في شيربروك (كندا)، وباري (إيطاليا)، وبرومون (كيبيك)، وسان فرنسيسكو (كاليفورنيا)، ومون ترومبلان (كندا)، وبوسطن (ماساشوستس- الولايات المتحدة الأميركية)، ونال عليها أوسمة وميداليات ومنحاً بينها الجائزة الأولى لأفضل موضوع أطروحة دكتوراه في الطبّ (المؤتمر السنوي الخامس والعشرون لجامعة شيربروك- أيار 1996)، والجائزة الأولى لأفضل بحث في الروماتيزم (كندا- آذار 1997).
إلى أين من هنا؟ وكيف يشع هذا العقل اللبناني الخلاق؟
مركز لأبحاث في جامعة جورج تاون (واشنطن) قدم إليه عرضاً للمجيء إليه، والتدريس في الجامعة، وترؤس مركز الأبحاث لديها، والإشراف على منشورات المركز العلمية.
وزراة الصحة الكندية، عرضت عليه أن يتولى لديها منصب المشرف العام على الأبحاث والدراسات ونتائج الاستقصاءات والإحصاءات، لوضع حصائل وبيانات تفيد منها الدولة.
جامعة شيربروك علمت بأمر هذه العروض، فأعلت سقفها في إرضاء هذا اللبناني العبقري الذي يذهل العلماء بصغر سنه ونبوغه الثاقب.
وفي لبنان… ينتظره والداه (الدكتورة سلوى الخليل الأمين والدكتور عماد الأمين) قراراً من ابنهما الذي لم يتخذ قراره بعد، هل يبقى في الـ”هناك” تتجاذبه كبرى المؤسسات، أو يعود إلى الـ”هنا”.
الدكتور مصطفى عماد الأمين، هل يسترجعه لبنان الذي يبحث اليوم عن عبقرية أدمغتع المهاجرة؟

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*