الحلقة 23: كثرة الميني باص وقلة الأخلاق

(الأربعاء 16/3/2004)

قامت قيامتهم، ذات فترة، وأضربوا، وصفّوا ميني باصاتهم في الشوارع قاطعين الطريق، واعترضوا وصاحوا وتصايحوا، حين كانت الدولة تريد منعهم من السير على المازوت.
ثم سوّي الأمر، لأسباب عجائبية كأكثرَ ما يحصل في لبنان، وعادوا الى طرقاتنا يزاولون قيادة ميني باصاتهم بكل ما تخدمهم مواهبهم من مخالفات وتجاوزات ومزاحمات بين بعضهم البعض، مسببين الخطر لمن حولهم ووراءهم وأمامهم، عدا ما تضخ ميني باصاتهم من مازوت يرشونه خلفهم فيتنشقه المواطنون بألطف ما في قاموس الغضب من شتائم.
وإذ يغنم هؤلاء الميني باصيون من رجال شرطة سير لا يكلفون نفسهم توقيفهم لضبط مخالفاتهم، أصبحوا عبئاً على المواطنين، وخطراً حقيقياً: في السرعة التي يقودون بها، في الأُلعبانيات الزيكزاكية على الطرقات بين السيارات الصغيرة كأنهم يقودون دراجة نارية أو هوائية، في وقوفهم متجانبين للمسايرة أو للتشاتم بسبب راكب، وخاصة في وقوفهم السريع من دون إشارة، وفي انعطافهم السريع من وسط الطريق الى جانب الطريق كلما لوَّح لهم راكب، أو كي يسبقوا سواهم على الراكب، من دون اعتبار السير وراءهم وما قد يخلّفه انعطافهم السريع من حوادث.
بلى، أصبح هؤلاء الميني باصيون خطراً على المواطنين، لا بكثرتهم وحسب، ولا بقيادتهم المتهورة وحسب، بل بقلّة أخلاق جعلت المواطنين يشمئزون منهم الى درجة القرف والغضب والسباب.
ومن الآن حتى يحزم رجال شرطة السير أمرهم بمعاقبة هؤلاء المتهورين، على طرقات الساحل أو في منعطفات الجبال، سيظل الميني باصيون خطراً على المواطنين الذين يهربون منهم ويتجنبونهم بأقل قدر من المجانبة، وبأكبر قدر من الغضب والقرف وأصناف الشتيمة والسباب.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*