“نقطة على الحرف” – الحلقة 1353
عليكم بالكافور للتهدئة والسُـكُـون
إِذاعة “صوت لبنان” – الأَحَــــد 25 آذار  2018

         مرَّ يومان هذا الأُسبوع لهما لدى منظَّمة الأُونسكو تسجيلٌ عالَـمِيّ: 20 آذار “اليوم العالَـمِيّ للسعادة” و21 آذار “اليوم العالَـمِيّ للشعر”. وإِذا كان 21 آذار يعني لنا في لبنان أَيضًا أَوّلَ الربيع والاحتفالَ بعيد الأُمّ، فالعشرون منه يعني لنا كذلك الاحتفالَ بعيد السعادة. وما أَحوجَنا إِليها احتفاءً واحتفالًا، خُصُوصًا في هذه الأَيام التي تحتدُّ فيها الأَمزجة والأَعصاب مع اقتراب السادس من أَيار.

         وعلى ذكْر الأَعصابِ والأَمزجةِ وضرورةِ الاعتناء بها كي لا تُوْدي بأَصحابها وأَعصابهم، قرأْتُ أَمس عن عشَرة أَنواع من الأَطعمة تُـحسِّنُ الـمزاج بِإِسهامها في إِفراز هُرمون السيروتُونين (serotonin) وهو من أُسرة الأَدرينالين والإِستروجين التي تُهدِّئُ الأَعصاب من التوتُّر، وتساعد على الاسترخاء والسُكُون، وتاليًا تُسهم في الشعور بالسعادة التي خَصّصت لها منظمة الأُونسكو يومًا عالَـميًّا في 20 آذار.

         هذه العشَرة الأَنواع من الأَطعمة، هي: الأَﭬــوكادو الغني بالـﭙـروتيين، الـمُكَسَّرات الغنية بالأُوميغا 3، السبانخ الغنيّة بالهورمونات الـمُنشِّطة، الأَسماك الدُهنية الغنية بالأَحماض الـمُنبِّهةِ الدماغَ كالسلمون والسردين، الشاي أَحمَرُهُ وأَسْوَدُهُ لغناه بـﭭـيتامينات “ب”، التُوت لغناه بـﭭـيتامينات “ث” الـمُضادَّةِ القلقَ والإِرهاق، الـموز لغناه بالـﭙـوتاسيوم الـمُغذّي شرايينَ الدماغ، الشوكولاه الداكن لغناه بـمُضادّات الأَكسَدة، العسل لغناه بـﭭـيتامينات “ب”، وعاشرًا القهوة والكاكاو بِـجُرعاتٍ متَّزنة لغناها بالسيروتونين الـمضادِّ الأَكسدة والـمُعدِّلِ الـموجاتِ الـمُتَـتاليةَ التي تصل تباعًا إِلى الدماغ على مدار الدقائق والثواني.

         إِلى هذه العشَرة الأَنواع، كنتُ قرأْتُ، قبل فترةٍ في مجلّة علمية، عن أَهمية الكافور في تهدئةِ الأَعصاب وتسكين عوارضِ الصَرع والصُداع النِصفيّ في الرأْس والـجنون في التصرُّف. وهو موصوفٌ زيتُهُ لاحتوائه مركَّباتٍ مفيدةً عوارضَ الاضطراب في عضلات القلب وفي هبوط ضغط الدم عند الصدَمات الفُجائية أَو الدورية، ما ينفعُ زيتًا ومرهَـمًا للدَهن فالاسترخاء، أَو استنشاقًا للتخفيف من تشنُّج أَعصاب الرأْس التي تُوْدي إِلى الصُداع الشديد والصَرع القاسي وضَياع الاتِّزان في التفكير والتعبير.

         هي هذه، إِذًا، وسواها، علاجاتٌ واستحضاراتٌ تُساعدُ على التهدئة والسُكُون، وتاليًا تُسهمُ في الشُعور بالسعادة، هذه التي – في أَقصى حالات التوتُّر- يعالِـجُـها الحب، الحب الحقيقي، الحب الوحيد الذي لا إِلَّاه يأْتي مرةً واحدةً في العمر ولا يتكرَّر. وفي حالة انعدام الحب تأْتي تلك العشَرةُ الأَنواع من الأَطعمة، وذاك الكافور الـمُهَدِّئُ الأَعصابَ والعُصابَ والعُصابيّين.

         وكما قلتُ في مطلع حديثي: ما أَحوج الكثيرين اليوم في لبنان -مرشَّحين ومسترشِحين ومرشُوحين، وناخبين ومنتخِبين ومقترِعين- إِلى جرعات من الهدوء والاسترخاء والتفكير الهادئ والأَعصاب المستريحة، كي تَـهدأَ البلاد من بركان التوتُّر بين الـمرشَّحين ولوائحهم وتحالفاتهم وأَصواتهم التفضيلية والمفضَّلة والاستفضالية.

         بلى، أَيها اللبنانيون: تَــنْــشُدون السعادة؟ عليكم بالكافور منْقذًا بِــزَيْــتِـهِ مدهُونًا على صُدُوركم وأَصداغكم، وإِلَّا أَصابَكُم الـمتنبي الذي جَلَدَ كافور والكافوريين أَشباهَهُ من حُكَّامٍ ومسؤُولين، ومرشَّحين أَن يكونوا حُكَّامًا ومسؤُولين، بقوله:

                           لا يلْمِس الموت نَفْسًا من نفوسِهِمِ         إِلَّا وفي يده من نُــتْــنِـها عُودُ.

هـنـري زغـيـب

email@old.henrizoghaib.com

www.henrizoghaib.com

www.facebook.com/poethenrizoghaib