“نقطة على الحرف” – الحلقة 1289
كُـلّ عامٍ ثمين… وأَنتم في حِرْزٍ أَمين… من أَكاذيب المنَجِّمين!
إِذاعة “صوت لبنان” – الأَحَــــد 1 كانون الثاني 2017

انقضتْ مساءَ أَمس سنة 2017، ومعها انطوَت إِنجازاتٌ يا طالَـما انتظرها اللبنانيون منذ سنواتٍ ضوئية.

وسوف نتحسَّـر فعلًا على انقضاء السنة الماضية 2017 لِـمَا كان فيـها من فَرحٍ وغبطةٍ وحُسْن أَداءِ دولتنا الـمِثالية.

وهذه السنةُ الجديدة 2018، التي تبدأُ اليوم، نأْمل أَن تكون على صورة السنة الـمنصرمة 2017 لِـما كان فيـها من أَفراح وإِنجازات بلغَتْ حَـدّ الـمعجزات.

من تلك الإِنجازات الـمعجزات (على سبيل “العصر” لا الحصر): إِنجازُ مطار القليعات الـموعود، وبدءُ الخطوط الجوية العالمية استخدامَه مع مطار بيروت. والـمأْمول أَن يستقبل الملايين كما شقيقُه البكر في بيروت.

ومن الإِنجازات الـمعجزات أَيضًا: إِنجازُ مرفإِ جونيه السياحي، وها هو بدأَ يستقبل السفن السياحية الكبرى وبعضَ التجارية، حتى غدا مرفأُ بيروت يغار من هذه المنافسة الحامية.

ومن الإِنجازات الـمعجزات كذلك، الـحدَثُ الحضاريُّ العمرانيُّ الكبير: تدشين السير على جسر جل الديب ! هذا الحدث الكبير الذي كم انتظر اللبنانيون معه هذه اللحظة السعيدة، بعدما كان تحريك العمل به مجَمَّدًا منذ القرن السادس عشر قبل أَيام فقط من إِعدام الأَمير فخرالدين المعني الثاني الكبير بقطع رأْسه، رحمَهُ الله وأَسكنَهُ فسيحَ جُسُوره.

ومن الإِنجازات الـمعجزات أَيضًا وأَيضًا: سُطوعُ نوستالجيا صفّارة القطار التي – والحمد لله الذي لا يُحمَد على مكروهٍ سواه – عدنا نسمعها كلّ نصف ساعة تصدح في أَجواء لبنان، من يابوسه إِلى ناقورته، مزهوَّةً على جبين قاطرة كبرى تجُرُّ وراءَها عرباتٍ كثيرةً مكتظَّةً بلبنانيّين هانئين سُعَداء بهذا الإِنجاز، استقالوا سياراتهم واستقلُّوا القطار فوفَّروا البنزين على وزارة الطاقة، ووفّرت الدولة تَلَقِّــي ثِقْل دَم الـمواطنين الكانوا لا يعجبُهم عجب ويتأَفّفون من عجقة السير اليومية.

وعلى ذكْر وفاء الدولة الشَوساء بِوُعُودها الشمَّاء: آه كم فرح الـمُواطنون بتسيـير الدولةِ – أَخيراً – باصات النقل المشترك على جميع طرقات الوطن السعيد من فقْش موجه إِلى قمم ثلْجه، وبأَسعار مخفَّضة جدًّا لينشرح خاطر المواطنين الأَحباء فيُردِّدوا: “هلّلويا… هلّلويا… صار عندنا نقل مشترك”.

ومن الإِنجازات الـمعجزات: لا أَنسى أُعجوبة وصول الكهرباء إِلى كل بيت في لبنان – 25 ساعة في اليوم – تعويضًا على اللبنانيين الأَحبّاء عن قهْر انقطاع الكهرباء عنهم منذ أَيام الـمغـفـور له المرحوم ديوجين إِذ كان، لكثرة انقطاع الكهرباء، يُضِيْءُ قنديله في عودته إِلى بيته ليلًا كي لا يَفُكَّ رقبته الغالية لأَن كهرباء البلدية مقطوعة.

ومن أَحَب الإِنجازات المعجزات على قلوب المواطنين للسنة الماضية 2017: حَزْمُ رجال شرطة السير بتطبيق نظام السير، وحَزْمُ النواب الأشاوس بإِصدار تشريعات قانون الإِيجار، وحَزْمُ الوزراء الأَجِلَّاء في الحضور إِلى وزاراتهم يوميًّا منذ الصباح الباكر لتصريف شؤُون الناس، وحَزْمُ الدولة في محاسبة جميع السياسيّين بلا استثناء وَفْق قانون “من أَين لكَ هذا”.

نعم… نعم… هكذا هذا الصباح يحتفل اللبنانيون في هذا اليوم الأَول من سنة 2018 مستَذْكرين روائعَ إِنجازات السنة الماضية 2017.

والفرح الأَكبر لدى المواطنين الأَحباء أَنّ جميع هذه الإِنجازات الـمعجزات في سنة 2017 كان الـمنجّمون اللذيذون تنبَّأُوا لها وتنبّهوا لها وبصَّروا بها وبشَّروا بها على جميع “قنايات” الوطن التلفزيونية منذ نهاية سنة 2016، وها ثَبُتَ أَنهم كانوا صادقين رائين رؤْيويّين، “ظَبَطَت” جميع توقُّعاتهم ونفدَت جميع نُسَخ كتبهم عن الأَبراج، وللمرة الأُولى في العالم تَصْدُقُ فيهم، من غير شَـرّ، مقولةُ… “كذِبَ المنجِّمون ولو صدَقوا”.

والسلام عليكم أَجمعين، وعلى جميع المنجِّمين الصادقين، مع مطلع هذا العام الثمين.

وكلّ عام ثمين، وأَنتم في حِرْزٍ أَمين، من توقُّعات أَكاذيب الـمنجِّمين… آمين.

 هـنـري زغـيـب

email@old.henrizoghaib.com

www.henrizoghaib.com

www.facebook.com/poethenrizoghaib