حرفٌ من كتاب- الحلقة 194
“الـقـامـوس الـعـاطـفـي لـلـبـنـان”- أَلِكْسندر نجار
الأَحَـــد 9 تشرين الثاني 2014

vdl_194_Dictionnaire amoureux du Liban

          تُصدِر دور النشر عادةً سلاسلَ ذاتَ موضوع واحد في أَجزاء تختلف مقاربتُها ضمن هذا الموضوع الواحد. وهو أَصدرته منشورات “ﭘـْـلون”(Plon) الفرنسية في سلسلتها “القاموس العاطفي” متناولةً في كلّ جُزءٍ دولةً أَو ظاهرةً يعالجُها المؤَلّف من وُجْهتِه العاطفية الشخصية عن بلاده كما يراها، ويَختار من تراثها وأَعلامها ما يقدِّمه للقارئ العالمي لأَن الكتاب، فور صُدُوره في ﭘــاريس، تُتَرجمه فوراً دورُ نشرٍ عالميةٌ وتُصدِرُه في لغات بلدانها.

          في هذه السلسلة كلَّفت الدارُ الكاتبَ اللبناني الفرنكوفوني أَلِكْسندر نجار تأْليفَ “القاموس العاطفي للبنان” (Dictionnaire amoureux du Liban) فوضَعهُ في850 صفحةً حجماً كبيراً حاملاً مداخل عن لبنان بحسَب الأَبجدية الفرنسية من الحرف A حتى الحرف Z، وفيه مقاطعُ عن أَعلام لبنانيين ومعالم لبنانية وما استخلص المؤَلِّف من معلومات عن لبنان.

          هكذا تَـمُرُّ في الكتاب نُــبَــذٌ عن جبران، سعيد عقل، ميخائيل نعيمه، أَمين الريحاني، صلاح ستيتيّه، ناديا تويني، أَمين معلوف، جورج شحادة، أَندريه شديد، كما عن فخر الدين وبشير الشهابي، وفي أَعلام الدين القديس شربل والإِمام الأُوزاعي، ومن أَعلام الميثولوجيا الفينيقية: أُورُپ، قدموس، أَدونيس، إِليسار، ومن المدن الرئيسة: بيروت، بعلبك، طرابلس، بيبلوس، صيدا، صُوْر، مع مداخل عامة للأَدب والصحافة والفكر والتاريخ والجغرافيا والآثار على أَرض لبنان.

          ومن معالم الكتاب: المآكل اللبنانية، الصحافة اللبنانية، السينما اللبنانية، الأَعياد الدينية المسيحية والإِسلامية وتقاليدُها، تاريخ الفينيقيين، اكتشاف الأُرجوان وأَصدافِه (الموركس)، الانتشارُ اللبناني في العالم، المعتَقَداتُ الشعبية اللبنانية، الأَمثالُ اللبنانية وطرائفُها والأَلقاب والعبارات التي تصاحبها: “خرطوش فردَك”، “ما تحْمل السلّم بالعرض”، “إِيدي بزنّارك”، “أَحلى دَوَا شَمّ الهوا”، طرائف أَبو العبد البيروتي، حِكَمٌ وأَقوال ذاتُ مغزى متدَاوَلَةٌ في القُرى والجبال، عباراتٌ مكتوبة على الحافلات والشاحنات: “لا تتأَخّر يا بابا نحن بانتظارك”، “لا تسرع فالموتُ أَسرع”، “سارحة والربّ راعيها”، ومميِّزاتٌ معروفةٌ في مناطقَ معينة، كالخمرة والنبيذ، والعرَق في زحلة، وهكذا… بمعنى أَنّ القارئَ اللبناني المقيمَ يَقرأُ ويَغْنى بالثقافة الشعبية اللبنانية ويتعلَّق بِهُويته العريقة، والقارئَ اللبنانـيَّ في العالم يشعر بالحنين إِلى تُراثه اللبناني على أَرضه الأُمّ.

وفي الكتاب مداخل لأَعلام عاشوا في لبنان أَو زاروه وكتَبوا عنه، بينهم الجنرال ديغول، لامرتين، إِرنست رينان، موريس بارِسّ، غوستاﭪ فلوبير، آغاتا كريستي (زارت نهر الكلب)، خورخي آمادو (كاتب برازيلي ورَدَت شخصياتٌ لبنانية في جميع كتبه وكتَبَ عن إِسهام اللبنانيين في المجتمع البرازيلي)، وذكَرَ المؤَلِّفُ كيف التقى كارلوس سْليم في المكسيك ورأَى على مكتبه محفورةً عبارةَ جبران “لو لم يكُن لبنانُ وطني لاتخذْتُ لبنان وطني”.

قاموس أَلكسندر نجار العاطفيُّ عن لبنان، يطال القارئَ اللبنانـيَّ المقيمَ فيُحبُّ بوطنه، واللبنانـيَّ المنتشرَ في العالم فيحنُّ إِلى وطنه، والقارئَ الفرنكوفونـيَّ غيرَ اللبناني أَنى يكن فيتعرّف إِلى أَعلام ومعالم وعلامات تُنَقّي نِظرته إِلى لبنان، خصوصاً في هذه المرحلة السياسية الكثيفةِ الغيم الأَسْود.

وهنا أَهميةُ صُدور الكتاب لدى دار نشرٍ كبرى فينتشرُ في عددٍ كبيرٍ من اللغات ويُشرقُ لبنان، لبنانُ الحضارة والإِبداع، لبنانُ الحقيقيُّ الدائم، ويصِلُ إِلى أَوسعِ مساحةٍ من شُعوب العالم.

________________________________

http://claudeabouchacra.wordpress.com/2014/11/13