الحلقة 1074: عالـميّةٌ جديدةٌ لـــلُبنان من محليّة زوق مكايل
الأربعاء 21 تشرين الثاني 2012
من هدايا العالم إلى لبنان، عشيةَ ذكرى استقلاله غَداً، بلوغُه، مرةً جديدةً، إطلالةً عالـميةً تجعلُه في مصافّ الدول الكبرى.
وهذه المرّة جاءتْه العالَـميةُ من زوق مكايل التي بلغَت التصفيةَ النهائيةَ لـلجائزة الدولية في مدينة غْوانْغْـــزُو الصينية، كما وَزَّعَت الخبر على العالم أَجهزةُ الإعلام ووكالاتُ الأَنباء العالـميّة.
ما هي الجائزة؟ وماذا عن مكانها ومكانتها؟
غْوانْغْـــزُو مدينةٌ من 13 مليون نسمة. ديموغرافياً: ثالث أكبر مدينة صينية بعد شانغهاي وﭘـكّين. استقبلت الأَلعاب الآسيوية سنة 2010. وهي العاصمةُ وكبرى المدن في مقاطعة غوانْغْدُونغْ الجنوبية أَكبرِ مقاطعات الصين نُـمُوّاً اقتصادياً وتكنولوجياً.
الجائزة هي لـ”الابتكار الـمُدُنـيّ”، أَنشأَتْها مدينةُ غْوانْغْـــزُو اشتراكاً مع هيئة “المدُن والحكومات المحليّة المتَّحدة” (منظمة تابعة للأُمم المتحدة) ومع “منظمة متروﭘـوليس العالَـمية للمدن الكبرى” (تأَسّست سنة 1985 وتضمّ 100 مدينة من كلّ العالم).
“جائزة الابتكار الـمُدُنيّ” تأَسسَت لتُكافئَ أَعمالاً تُطَوِّرُ البيئةَ الاجتماعيةَ الاقتصاديةَ في المدن والمناطق، وتؤمِّن ديمومةَ النشاط في هذه البيئة، وتَطَوُّرَ مستوى المعيشة في صفوف السُّكّان من أَهليّين ومواطنين. تُشارك في هذه المسابقة مدنٌ تؤسس هيئاتٍ تبتكرُ جديداً لـمجتمعِها المحليّ وتغذّيه بأَنشطةٍ ثقافيةٍ واجتماعيةٍ من كلِّ نوع.
إلى هذه الجائزة تقدَّمَت زوق مكايل بِـملَفّ “بيت الشباب والثقافة” الذي تَأَسَّس سنة 2009 في حَرَم بلديّة زوق مكايل، وأَقام حتى اليوم 413 نشاطاً ثقافياً وفنياً واجتماعياً وسينمائياً ومسرحياً، واستضافَ600 فنان عربي وعالـمي، ونظَّمَ احتفالات مع 50 سفارةً ومنظّمةً دوليةً في لبنان، وأَنشأَ ﭘـروتوكولات تَعاوُن بين القطاعين العام والخاص، ويُشْرك السكان المحليين والمجتمع المدني في تطوير التنمية المستدامة، وهذه جميعاً بين شروط الاشتراك في مسابقة غْوانْغْـــزُو الدولية التي اشترك فيها هذه السنةَ 56 بلداً قدّمت 255 مشروعاً من 153 مدينة، بينها: ﭬـيينّا النمسا، ﭬـرصوﭬـيا ﭘولونيا، طهران إيران، سيول كوريا، ﭬـانكوﭬـر كندا، بيونس أَيرس الأَرجنتين، ساو ﭘـاولو البرازيل، سنسناتي أُوهايو، دوسلدورف أَلمانيا، وسواها من كبريات مدن العالم.
بعد إجراءِ لجنةِ الجائزة دوراتِ تصفيةٍ أُولى، بلغَت إلى التصفية النهائية مدينتان فقط من العالم العربي: زوق مكايل ودُبَـيّ.
وفي انتظار النتائج النهائية لهذه الجائزة الدولية الـمُدُنيَّة الكبرى، يكونُ أَنّ إِشعاعَ لبنان فيها أَضاء مع مُدُن العالم الكبرى، مَزْهُوّاً بمدينتِه المنارة زوق مكايل التي سَبَقَ لها أَن نالت جوائزَ عالميةً ودوليةً كبرى، بينها: جائزة الأُونسكو (تسلَّمتْها في كولومبيا)، جائزة منظمة المدن العربية (تسلَّمتْها في قَطَر)، وجائزة الروتاري العالمية (تسلَّمتْها في شيكاغو إيلينوي فائزةً على 200 دولةٍ ومقاطعةٍ روتارية في العالم).
إذاً ليس جديداً على زوق مكايل رَفْعُها مَرةً جديدةً عَلَمَ لبنان في العالم، بِتَمَيُّزها الـمَدينيّ المبنيّ على تأْمين رفاه الحياة لأَهليها وسكّانها، بعدما رَفَعَها رئيسُ بلديّتها المحامي نهاد نوفل من بلدةٍ غافيةٍ على شاطئِ كسروان وساحلِ لبنان إلى مدينةٍ مُتَطَوِّرةٍ في كلّ قطاعٍ وميدانٍ ومبادرةٍ تُنافس ببَهائها اللبنانـيّ كُبرى المدُن الحضارية في العالم.