الحلقة 878: “قصائد حُب الى نجمة بيروت”
الأربعاء 27 كانون الثاني 2010
آتون إليها، في حبٍّ كثير، يبادلونها الحبّ والوفاء.
آتون إليها، حاملين في قلوبِهم ما كان أن منحَت قلوبَهم من عافية حين شحَّت لديهم العافية، ومن سَنَدٍ حين احتاجوا الى سَنَد، ومن مُناصرةٍ حين كانوا في حاجة الى المناصرة.
فَما وَجِعَت عاصمةٌ عربية أو مدينة، إلا وكانت بيروتُ هناك، بشعرائها وفنانيها ومثقَّفيها، ندواتٍ ومؤتمرات وتظاهُرات ومظاهرات ومساندات وتحركات تتبَنّى ما يجري في هذه العاصمة أو تلك المدينة.
وما كان حدثٌ في بقعةٍ من العالم العربي إلا وَجَدَ أصداءه في بيروت ونداءَه من بيروت ومآله الى بيروت.
لذلك أحبُّوها وارتادُوها وزارُوها وشُغِفُوا بها وكتبوا لها وإليها ومنها، فكانت مرنى عاصمتِهم ومرآة مُدُنِهم يتمنَّونَها عندهم ويرغبون في حَمْل بصماتها إليهم.
قلّما اكتملَتْ غايةُ شاعر عربي إلاّ حين ينشر كتابه في بيروت، أو يقف على منبر في بيروت، أو يُلقي شعره في حلقات بيروت، أو يعقد صداقات غاليةً في جَـوّ بيروت.
وكذا يقال عن الرسامين العرب ومرناهم أن يعرضوا في غالريات بيروت، وعن المسرحيين العرب أن يعرضوا على مسارح بيروت، وعن الموسيقيين العرب أن تغني لهم أصواتٌ من بيروت.
هذي هي بيروت، الغاليةُ بيروت، الحلوةُ بيروت، التي ستضيء نجمتُها آخر هذا الأسبوع في “مهرجان الأرز الشعري”، سَتَأْتَلِقُ فيه “قصائدُ حُبّ الى نَجمة بيروت”، يرفعها شعراء مكرّسون من دول عربية شقيقة وصديقة ورفيقة، يأتون إليها حاملين لها باقات قصائدهم نَذْراً يتجدَّد باسم شعراء بلدانهم على جبين بيروت.
عشرة شعراء بعشر باقات شعر: من الأُردن حيدر محمود، من المغرب وفاء العمراني، من السودان صِدّيق المجتبى، من الكويت جنّة القريني، من سوريا شوقي بغدادي، من تونس جميلة الماجري، من العراق عبدالرزَّاق عبدالواحد، من واشنطن ابنةُ لبنان الأميركية مي الريحاني، من مصر فاروق شوشة، ومن فلسطين سميح القاسم، جميعم آتون إليها في حُبّ كثير يرفعون إليها تحية الحب الكثير، مشمولين برعاية فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، وفي دعم وزارة الثقافة، وفي تنظيم “مركز التراث اللبناني” في الجامعة اللبنانية الأميركية (LAU).
تستاهل بيروت، كثيراً تستاهل ردَّ الوفاء، هي التي كانت عنوانَ الوفاء على اتِّساع العالم العربي.
“قصائدُ حبٍّ الى نجمة بيروت” سَتَصَّاعد في سماء بيروت من مسرح الجامعة اللبنانية الأميركية (LAU) السادسة مساءَ بعدِ غدٍ الجمعة، لتتّسع بها أنشطة “بيروت عاصمة عالمية للكتاب”، فتكون وتبقى عاصمة الكتاب والكلمة والحرف هذا العام وكلَّ عام.
فبيروتُ العصور الخوالي والحاضر الغالي، لا تَحُدُّها سنةٌ عالمية للكتاب، هي التي، بعالَميّتها، كتبَتْ نجمتَها الحبيبة على جبين الصفحة الأولى من كل كتاب.