الحلقة 794: لبنان السياحة في الإعلام العالمي
الأحد 5 نيسان 2009
وسْط ما يتخبّط لبنان به من أمواج انتخابات مليئةٍ زبداً يرغو ويزول، ومشاهدَ سياسيةٍ لا تشرّف جميعُها سمعته في العالم، هي ذي وسائلُ إعلاميةٌ عالَميةٌ تنقل صورتَنا بِما يشرِّف سمعة لبنان.
فبعد “نيويورك تايمز” (11 كانون الثاني الماضي) وفيها بيروت أولُ وُجهة سياحية على رأس 44 وجهةً عالَمية، ومقالٌ طويل عن فرادة المواقع الأثرية والسياحية والتاريخية الجديرة بالزيارة في لبنان،
وبعد مقال مفصَّلٍ في “غارديان” البريطانية (28 شباط الماضي) عن طيب المأكولات اللبنانية وإقبال السيَّاح عليها لِمذاقها المتفرّد وغذائها الصحي،
نشرت “وكالة الصحافة الفرنسية” (أ.ف.پ.) في 17 آذار الماضي أنّ شهر شباط وحده شهِدَ دخول 96900 سائح الى لبنان، وترتقب وزارة السياحة مليونَي سائح الى لبنان في العام الحالي. وفيما طوال السنوات الستّ السابقة لَم يتجاوز السياح في شهر واحد أكثر من 70 ألف سائح، يعتبر لافتاً ومبشِّراً رقمُ شباط هذا العام مع أنّ شباط ليس موسماً سياحياً رئيسياً.
وفي 20 آذار الماضي نشرت “وول ستريت جورنال” مقالاً مسهباً عن النبيذ اللبناني والكروم اللبنانية البقاعية التي تصدِّر نبيذها الفريد المعتَّق الى كل العالم حاملاً اسم لبنان وشهرة نبيذ لبنان عنواناً بارزاً من عناوين السياحة اللبنانية.
وفي 25 آذار الماضي نشرت “لوس إنْجلس تايمز” (في رأس صفحتها “سياحة وأسفار”) مقال “السياحة في لبنان تنشط من جديد” وفيه صوَرٌ جميلةٌ من مناطق مُختلفة في لبنان (مناظرَ ساحرةً وفنادق فخمةً ومواقعَ سياحية جاذبة) وتَحقيقٌ يشير الى استقبال لبنان العام الماضي مليوناً و300 ألف سائح، بزيادة 30% عن عام 2007. ونصَّع التحقيقُ الميدانِيُّ صورة لبنان الطبيعةِ الأخاذة والوسط الثقافي والحياةِ الليلية الجذّابة والمعالِمِ السياحية التاريخية والأثرية والمرفِّهة في بيروت ومناطق الساحل والجبل.
وذكرت “وكالة الصحافة الفرنسية” أمس أنّ وزارة السياحة استقبلت هذا الأسبوع مسؤولي 140 وكالة سفر عالَمية، نظّّمت لَهم جولات في لبنان تَحفيزاً ليُدخِلوا لبنانَ وجهةً سياحية في دليلهم السياحي للعام المقبل 2010.
هذا هو لبنان في عيون الآخرين. هذا هو لبنان الداخل في عيون الخارج.
فلْنَعِ نَحن، قبل الآخرين، فرادةَ لبنانَ الداخل، بعيداً عن لبنان السياسة والسياسيين وما يتخبَّطون به ويُخبِّطون به الوطن.
ولْنعمَلْ على أن نستاهلَ لبنانَ الحقيقي، لبنانَ النعمة التي حبانا الله إياها في وطنٍ غير عادي.
ولنكُنْ على مستوى… أن نستحقّ هذا الوطن.