الحلقة 762: لبنانُ السياحة… بهجةُ الاقتصاد
الأحد 14 كانون الأول 2008
مُفرِحاً كان، في بَهجة الأعياد (سابِقِها هذا الأُسبوع ولاحقِها في الأسبوعَين المقْبلَين) خَبَرٌ أوردتْه وكالة الصحافة الفرنسية (أ.ف.پ) قبل يومَين، جاء فيه: “بعدما كانت بريطانيا سنة 2005 نصحَت رعاياها بعدم التوجُّه إلى لبنان، سَحبَتْ هذه النصيحةَ، بعدما لاحظَت تَحَسُّنَ الوضع الأمني في لبنان، إنَّما أبْقَت على تَحذيرِها إياهم من التوجُّه إلى المناطق المضطربة”.
ومُفرِحاً كانَ ما بلَغَنا من إحصاءِ ذوي الصِّلة حول الحجوزات في شركات الطيران، وفي الفنادق (ساحلِها والجبَليّ والمتوسِّط) طَوالَ هذا الشهر (بتواقيعَ مُعظَمُها عَرَبِيٌّ وأقلُّها غربيّ)، ما يُوَلِّدُ هذا الشهر دورةً اقتصاديةً وسياحيةً مزْهرة، تَجعل لبنان بَسمةَ الإعلام (الإيجابي غيرِ الجنائزيّ النقَّاق المتشائم) وتفاؤُلَ أصحابِ المحالّ والمهن والمؤسسات السياحية والتجارية والاستهلاكية على أنواعها، وهو ما يُحرِّكُ دوّامةً سياسيةً آسنةً جامدةً مؤْذيةً يسبِّبُها تَشاتُمُ “بيت بو سياسة” ومواقفُهم التصادمية، وتصاريحُهم الاستفزازية، وأخبارُهم السوداء، وتَحَرُّكاتُهم العقيمة، ولقاءاتُهم التلڤزيونية، وقراراتُهم، واجتماعاتُهم التي لا يَعُون كم بات يَمُجُّها المواطنُ ويُشيحُ عنها، وإذا تابَعَها ازدادَ سُخطاً وغضباً عليهم يَعِدون المواطنَ بقبضة آمال، فلا يَجدُ المواطنُ في قبضتِهِ إلاّ حفنةَ ريح.
هذا الكلامُ (ونَحن على بضعةِ أَسابيعَ من استحقاق الانتخابات) يقودُ إلى توعية المواطنين على مُحاسبة أهل البيت قبل مُحاسبة السوى، وعلى لَوم قياديّي الوطن قبل لَوم من يُحرِّكون هؤلاء القياديّين، وعلى لعنة من يَسُوسُ بلادَهُ مستقْوياً بذراع الخارج لا بأذرُع شعبِ بلاده.
إن لبنانَ قابلٌ أن يكون فيه كلَّ شهرٍ، كهذا الشهر، عرسُ سياحةٍ طوال الأربعة الفصول: حجوزاتٍ وزوغةَ أعياد.
فلْيُحاسِبْ شعبُنا كُلَّ مَن وكلَّ ما يُسَبِّبُ ألاّ تكون في لبنان، كهذا الشهر، دورةٌ – طَوال العام – مُزهرةٌ حركةَ اقتصادٍ وانتعاشَ سياحة.