الحلقة 760 : بيروت فردوس… المدخّنين
(لـيوم الأحد 7 كانون الأول 2008)
على الصفحة 18 من الجريدة الفرنسية الأسبوعية Direct Matin Plus (في عددها رقم 364، الصادر صباح الاثنين 24 تشرين الثاني الماضي) مقالٌ على صفحةٍ كاملة بالعنوان الأخضر: “بيروت… فردوس المدخِّنين”، مترجَمٌ حرفياً عن مقالٍ بالعنوان نفسه، صادر في الجريدة اليومية الألمانية الواسعة الانتشار “فرنكفورتِر رانْدشَاو” (Frankfurter Rundchau) (تأسست في أوّل آب 1945، وغيَّرت حجمَها الى تابلُويْد 30 أيار 2003 لتبلُغ اليوم 180،000 نسخة في اليوم).
المقال، كتبه الصحافي مارتِن مولِّر بيالون (Martin Muller Bialon) ويبدأُ هكذا: “سواءٌ في السيارة أو في المطعم أو في المكتب، بيروتُ تُدَخِّن. وتتصاعد في بيئتِها، أينما كان، سحاباتٌ زرقاوية من الدخان القاتل وليس من يعترض أو ينتفض. فقانون عدم التدخين ليس مُطَبَّقاً في لبنان، ولا تستطيع فرضَه الدولة. وهذا ما يُفْرح الآتين الى بيروت من أوروبا التي يُطَبَّقُ فيها، بقسوةٍ وصرامةٍ، قانون منع التدخين، لذا يَجدون العاصمةَ اللبنانية فردوساً للمدخِّنين بلا وازع ولا ضابط ولا رادع. ففي بيروت يستطيعون أن يدخنوا، متى وأنى شاؤوا، بلا رقيب ولا حسيب، لأن التدخين في بيروت عنصرٌ طبيعيٌّ من الحياة اليومية، فليس للمدخنين أماكن خاصة ليزاولوا تدخينهم بل ليس لغير المدخِّنين أيُّ مكان يهنأُون فيه بعيداً عن المدخنين”. وفي المقال هذه العبارةُ الصفعة: “التدخينُ في لبنان جزءٌ من الثقافة والتقاليد اللبنانية”. ويستفتي الكاتب أصحاب حاناتٍ ومقاهٍ في بيروت، فيعود بحصيلة أن لا قوة تستطيع أن تمنع الزبائن من التدخين. وكتب خاتِماً مقاله: “غير المدخن هو الشاذّ في بيروت، والقاعدة أن يَملأَ جميعَ الأمكنة تدخينُ السيكارة والسيكار والأركيلة داخل المطعم والمقهى والبيت والمكتب، ويتصاعد الدخان في فضاء المكان، ولا حيلةَ لغير المدخّنين إلاّ إرسالُ ثيابهم، في اليوم التالي، الى المصبغة”.
طبعاً، كنا نتمنى أن يصدر في هذه الجريدة الألمانية مقالٌ عن السياحة في لبنان والبيئة الطبيعية في لبنان، لأن معظم السيّاح الأجانب يقصدون لبنان لجمال السياحة فيه. ونعرف أن مقالاً كهذا لا يشجِّع السياح، بل يجعلهم يضعون لبنان، وهذا ما يؤذي، في خانةٍ من التخلُّف المشهور بِه مُحيطه، في هذا العالَم الثالث والثلاثين.