737: شُكراً زياد بارود… ولكن…

الحلقة 737: شُكراً زيـاد بارود… ولكن …
لـيوم الأربعاء 17 أيلول 2008

كم مُريحٌ، منذ الاثنين أول من أمس، مشهدُ السائقين جميعاً (كما في جميع المدن الراقية في العالم) واضعين حزامَ الأمان ويقودون سياراتهم ضمن السرعة المتاحة، حذرين من مباغتة رجال شرطة السير ومَحاضر الضبط في أيديهم.
وكم مريحٌ أنْ نتأكّد أنَّ الدولةَ قادرةٌ على فرض هيبتها حين يبادر مسؤولٌ فيها الى فرض القانون وعقوباته.
فشكراً لوزير الداخلية الدكتور زياد بارود الذي رصَدْنا عليه آمالاً وِسْعَ شبابه الطموح وثقافته الوطنية العالية.
شكراً له لأنه بادر بالحزم المطلوب، وفرَض الحزم والهيبة، فانصاع المواطنون وارتاحوا لتدابيره الحاسمة الحازمة، وبدأوا يشعرون أنّ الدولة موجودةٌ بـقوَّة، وأنها تُظَلِّلُهم جميعاً، وأنّهم لَم يعودوا في غابة فالتة من أيّ ضوابط.
شكراً… ولكنْ… لدينا بعضُ التمنيات (ولن نسميها “شروطاً”، كي نبقى تحت سقف المواطنية الصالحة).
نتمنى أن تكون هذه الإجراءاتُ المرورية التي يقال إنها تشمل كلّ لبنان، أن تتعمّمَ فعلاً في كلّ لبنان فلا تكونَ على الأرض اللبنانية بُقعٌ أو جزُرٌ أو مناطقُ أو شوارعُ أو أحياءُ خارج هذه الإجراءات لا يتجاسر فيها رجال شرطة السير أن يوقفوا أحداً هناك، أو يسجلوا به مَحضر مَخالفة، لأنه يَخص هذا أو ذاك من “بيت بو سياسة”.
ونتمنى أن تشمل الإجراءاتُ المرورية جميعَ المخالفات، فلا تقتصر على حزام الأمان والمهاتفة الخلوية والسرعة وحسب، بل تشمل الوقوف في الأماكن الممنوعة، والسير عكس السير، والمرور، خصوصاً المرور، على الضوء الأحمر.
ونتمنى أن تشمل هذه الإجراءاتُ المرورية الدراجات النارية فيرتدعَ الدرّاجون الوقحون عن اجتياز التقاطع على الضوء الأحمر لأنهم غير مشمولين، ويرتدعوا عن السير عكس السير لأنهم غير مشمولين، ويرتدعوا عن إزعاج الناس ليلاً برعود دراجاتهم لأنهم غير مشمولين بمخالفات السير.
ونتمنى، كي تكون الإجراءات المرورية فاعلةَ الهيبةِ كذلك، أن يرتدع رجال شرطة السير أنفسُهم عن صورتهم السابقة، فلا يدخِّنوا خلال الخدمة، ولا يعلكوا خلال الخدمة، ولا يتحدّثوا مع أصدقائهم على جنب الطريق خلال الخدمة، ولا يهاتفوا بالخلوي خلال الخدمة، ولا يسترخوا على عمود خيمتهم ويسيّروا السير بطرف يدهم من دون ضبط الجهات المقابلة للسير.
وأخيراً (من قلب فرحنا بهذه الإجراءات الصارمة) نتمنى ألاّ تكون هذه الإجراءاتُ المرورية موجةً تنطلق بـقوّة وحزم وحسم وعزم، ثم تتلاشى مع الوقت فتعودُ طرقاتُنا غابةً فالتة من هيبة الدولة.
زياد بارود، أيها الوزيرُ الشابُّ المرصودةُ عليه آمال المواطنين: شكراً كثيراً لكَ على إجراءاتك المرورية! جميع المواطنين اللبنانيين يؤيِّدون قرارك ويدْعون لك ويتمثَّلون بك، ولكنْ… فليبقَ هذا الحزم دائماً، وهذا الحسم متواصلاً، وليكن هذا العزم “الباردويُّ” مؤشراً نَموذجياً لعودة لبنان من سلطة المزرعة والقبيلة والعشيرة الى دولة القانون والمؤسسات.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*