696: لبنانُ مُختبرُ التوعية على الحوار بين الثقافات

الحلقة 696: لبنانُ مُختبَرُ التوعية على الحوار بين الثقافات
الأربعاء 23 نيسان 2008

فيما تحتفل اليوم (الأَربعاء 23 نيسان) أكثرُ من مئة دولة بالدورة السنوية الثالثة عشْرةَ لـ”اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف”، وفيما تتهيَّأُ بيروت للاحتفال في العام المقبل بهذا اليوم نفسه (23 نيسان 2009) لتكون هي “العاصمة العالمية للكتاب”، يصدُرُ في بيروت دليلٌ لافتٌ مُهِمٌّ وضَروريٌّ عنوانه: “التوعية على أهمية الحوار بين الثقافات – دليلٌ توجيهيٌّ تربويٌّ لِمعلّمي الصفوف الثانوية”، وهو إصدارٌ مشترَك في سلسلة منشورات مكتب الأونسكو في بيروت، واللجنة الوطنية اللبنانية للأونسكو، من إعداد ليلى رزق ومود أسطفان هاشم، وإشراف جوزف كريدي (مسؤول البرامج الثقافية لدى مكتب الأونسكو في بيروت).
ويأتي هذا الدليل، في هذه الفترة بالذات، ومن بيروت بالذات، فيما يَجهد لبنان لإثبات جدارته وطناً نَموذجياً وواحةً فريدةً في العالم للحوار بين الثقافات والحضارات والمذاهب والأديان والإيديولوجيات والأفكار والاتِّجاهات السياسية والاجتماعية من كل نوع، ولإثبات أن لبنان، رغم كلِّ ما ومَن يشدُّ به لإخراجه عن فرادته وميزته، لا يزال مُختبراً فريداً لِحوار الثقافات.
وفي مقدمة الدليل، بتوقيع الأمينة العامة للّجنة الوطنية اللبنانية للأونسكو السيّدة سلوى السنيورة بعاصيري ومدير مكتب الأونسكو الإقليمي في بيروت الدكتور عبدالمنعم عثمان، ورد إدراكُ منظمة الأونسكو أنْ “ما من ثقافةٍ تستطيع الازدهار إلاّ تواصُلاً مع الثقافات الأُخرى”، ومن هنا إصدار هذا الدليل “أداةً تربويةً لتوعية التلاميذ على الحوار بين الثقافات، وتطويرِ فهم متبادَل لعوامل مختلفة تشكّل المجتمع اللبناني”.
هذا الدليل الذي يُخاطب المراهقين بين الخامسة عشرة والسابعة عشرة، حصيلةُ ورشة عملٍ في 11 أيلول 2007 شارك فيها من مناطق لبنانية مُختلفة ثلاثون تلميذاً ومعلّماً، أعضاء في الشبكة الوطنية للمدارس المنتسبة الى الأونسكو، ويعالج في فصوله ضرورة دمجِ المعلم في الصفّ مفهومَ الحوار بين الثقافات، وتوعيتِه على أن الحوار بين الثقافات لا يُختصَر بِمجرَّد حوار بين الأديان، بل الحوار عادةٌ تُكتَسَب ليُصبحَ سلوكاً ذهنياً وحالةً نفسية تُهيِّئُ المتلقّي لتكوين رأيٍ شخصي وقدرةٍ على التمييز واستعدادٍ للتفاعل مع الآخرين وتنمية شخصيته عبر التعرُّف الى الآخر.
هذا الدليل ضروريٌّ جداً أن يكون في جميع مدارسنا، وبين أيدي جميع معلمي لبنان، مادةً يوميةً للتوعية والتثقيف والتربية، فما شأْننا بتلاميذَ عباقرةٍ في الجغرافيا والرياضيات والأدب، وجهلةٍ في كيفية التعاطي مع رفاقهم، ما يَجعلهم سريعي العطب فينضوون قطعاناً عمياء وراء السياسيين ينشحنون ضدّ بعضهم البعض، وما هكذا وجهُ لبنان، ولا هكذا صورةُ لبنان، ولا هكذا فرادةُ لبنان مُختبراً للحوار بين الثقافات.
شكراً لِمكتب الأونسكو الإقليمي في بيروت واللجنة الوطنية اللبنانية للأونسكو، على إصدارهما هذا الدليلَ المهمَّ والضروريّ، لإبقاء لبنان على فرادته وميزته: وطنَ الحوار بين الثقافات والحضارات، ووطناً للإنسان كما يليق أن يعيش الإنسان في لبنان.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*