الحلقة 689: الغيم ناطور الوقت
الأحد 30 آذار 2008
“الغيم ناطور الوقت.
وْعَ السكت،
مرّات داير بالسما، وتعبان رح بيموت،
ومرّات قاعد بالبيوت”.
…
“الغيم ناطور الشمس والفَيّ.
وبالفَضاوِه بيشتغل رسّام.
مرّات، طول الليل ما بينام،
بيغسل تيابو وعمتنقِّط مي”.
وبين صورَه وصورَه تِشْعَل الدهشِه، والشِعر دهشِه، والشِعر كسْر الرتابه الحامل الدهشِه، وإلاّ بيكون الحكي متل كل الحكي.
جوزف أبي ضاهر، بكتابو الجديد “الغيم ناطور الوقت”، رسول جمال حامل قناديل دهشِه، وجايي يوزِّعُن لَـ الـ بيعرفو قيمة الجمال، وبيعرفو يْخَبُّو ذكريات القنديل.
ديوان شعر؟ كتار دواوين الشعر. كتاب جوزف أبي ضاهر مزهريّة حَلا مزوزَقَه كلْمات طالعه من قلب المفاجأه والمباغَتِه والحكي الـ غير شكل بين الحكي الـ متل بعضو.
مْنفتح ورقةْ وردْ من هالمزهريِّه، بيفوح مهرجان العطر. منقرا قصيدِة “ورق:
“من يوم ما وجَّك مرَق،
ما عرفت مني شو انسرق.
صارو صابيعي طيور،
وهالسما دفتر ورق”.
منفتح ورقِة ورد تانيه، منقرا قصيدِة “غيم”:
“عزمنا الغيم: “نْزال،
فوق، برد وْعَ البرد بتموت،
سطحنا عرزال،
ليل وحكي وسْكوت”.
تْمشَّى عَ مهلو،
والوقت خيَّال،
تأخَّر ت وصَّل،
كلّهُن فَلُّو.
نام ع سطوح البيوت”.
منفتح ورقِةْ ورد تالته، منقرا قصيدِة “عصافير”:
“يبقو بِحَوش المدرسه، عميلعبو وما يتعبو،
بيغُطّ رفّ،
يطير بعدو رفّ!
وكيف بدُّن ينجحو،
لا كتاب مرَّه بيفتحو،
ولا بْيكتبو كلمه ع لوح الصف؟”.
منتوقَّف عن فتح وراق الورد.
جمال الورد يبقى العطر ما ينفتح كلو، تَ يضل فيه حرقصَه بقلب الجمال، يفتح الزاير لوحدو وراق الورد، ت يكتشف لوحدو مهرجان العبير.
جوزف أبي ضاهر، اللي بيعرف يفاجئ، بيعرف شو يعني يكون السوسن مدى الحب الكبير، وكلّ سوسنه حامله عالَم كامل من الحب اللي بيبدا مع زهر نوّار، وبينوِّر ع زهر السِّنِه كلاّ، وْ عَ زهر العمر كلُّو.
فَرَادة جوزف أبي ضاهر، إنُّو ما بْيشبَه حدا. نيّال الشاعر اللي بيعرف يكون ما بيشبه حدا: ما بْيشْبَه إلا حالو. وما بياخد من حدا: بياخد من حالو. وما بْيتْنافَس مع حدا، بْيتْنافَس مع حالو.
وجوزف أبي ضاهر، نيالو؟ لأ. نيالنا نِحنا، اللي كلما صدر كتاب لجوزف أبي ضاهر، منشوفنا انفتحْنا عَ صباح جديد، زايغ بالجمال بين الورد والسوسن، متلما صار لَما فتحنا كتابو الجديد “الغيم ناطور الوقت”.
ما أجمل الغيم لَما بيتناولو شاعر بيعرف يكون ناطور الوقت، ناطور العمر، ويعرف يدلّ ع لَحظات الجمال ويختصر جمال العمر كلّو بْشهقِةْ قصيدة زغيره قدّ القلب، وبتساع الحُب كلّو.