الحلقة 669: سياسيون مُخَيِّبون في الداخل، ولبنانيُّون مبدعون في العالم
الأربعاء 16 كانون الثاني 2008
وسْط هذا التأزُّم السياسيّ، الذي يفتعله أو ينفّذه أو يسبّبه سياسيون زائلون في زمنٍ زائلٍ يعتّمون الأمل في الوطن، تُشرق أضواءٌ غيرُ سياسية خارج الوطن، تُبقي لبنان على الخارطة العالَمية بصورته الأبْهى، لا بالصورة المُشوّهة التي أوقعه فيها “بيت بو سياسة” بعراكِهم السياسي وتشاتُمِهم وتناطُحِهم وتناهُشِهم على ساحة الوطن.
نُجوم هذه الأضواء البهيّة: لبنانيون يعتزّ بِهم لبنان.
منهم أوّلاً: مَكسيم شعيا الذي شَكَّ العلَم اللبناني على قمة “إيڤرست” (أعلى قمة في العالَم) عند عُلُوّ 8850 متراً، وكتبَتْ عنه الوِكالات العالَمية أنه من لبنان، وذاع اسم لبنان في العالَم بِهذا الإنْجاز الفريد.
ومنهم ثانياً: الدكتور عباس عفيف شمس الدين الذي صدر العدد الأخير من مَجلة “Distinction”(الأميركية المتخصِّصة بنشر أخبار المميزين من الحقول العلْمية في الولايات المتحدة) وفيه أنّ هذا اللبناني المتفوّق هو “أفضل طبيب أشعَّة وجراحة الأشعَّة في الولايات المتحدة للعام 2007″، وكان الدكتور شمس الدين فاز بِهذا اللقب عام 2003 كذلك.
ومنهم ثالثاً: الباحث الاختصاصي بالڤيروسات في جامعة دريسدِن (ألمانيا) الدكتور جاك رحيّم الذي نال جائزة Gobio للعام 2007 من وزارة البحوث الألمانية، على مشروع طبي متميّز يعطي بارقة أمل كبيرة للمصابين بالسرطان. ومشروع العالِم اللبناني فاز بين 85 مشروعاً تقدّمت للوزارة.
ومنهم رابعاً: فيليب عرقتنجي الذي فاز فيلمه الجديد “تَحت القصف” بِجائزة النقَّاد السينمائيين في تركيا، وجائزة اللجنة التحكيمية لِمهرجان الفيلم الفرنكوفوني الدولي في نامور (بلجيكا)، وجائزة حقوق الإنسان لِمهرجان البندقية السينمائي في إيطاليا، والجائزة الذهبية في مهرجان دبي السينمائي، والفيلم مرشَّح لدخول أكثر من مهرجان سينمائي عالَمي، متآخياً مع ما حقَّقته المخرجة اللبنانية نادين لبكي من جوائز عالَمية باسم لبنان على فيلمها “سكَّر بنات”.
أعلامُنا في العالم، هم معالِمُنا اللبنانية التي تُعيد اللبنانيين إلى الاعتزاز بوطنهم، وتُنقِذُهُم من الغرَق، أكثر، في هذا القَرَف الذي يَجتاحُهم بسبب سياسيّين يَسُدّون في صباحات المواطنين كلَّ نَهار سعيد.
سياسيون… سياسيون…، زائلون في زمَنٍ زائل، وتَمضي هذه المرحلة وتزول بِزَمَنِها، ويزول معها كلُّ مَن وكلُّ ما كان فيها من سياسة وسياسيين.
ووحدَهُم الباقون في الذاكرة: أعلامٌ لبنانيّون حقَّقوا للبنانَ معالِمَ ثقافيةً وعلميةً وإبداعيةً لا تَمضي مع زمنهم، لأنّها مسجَّلَةٌ في ذاكرة العالَم، باسم لبنان، لِهذا الزمَن ولكل زمَن.