612: ضوء موسيقي عالمي لبناني من بشارة الخوري

الْحلقة 612: ضوء موسيقي عالَمي لُبناني من بشارة الخوري
(الأحد 1 تموز 2007)

في حين يتوغَّل لبنان داخل نفق مظلم لا يظهر منه نور، وفيما يجد السياسيون كل الوقت للإدلاء بتصاريح تزيد الظلمة ظلمة، يُطلُّ نورٌ لبناني من الخارج، من ديترويت، يشِعُّ على العالم ضوءاً حضارياً من لبنان.
ففي تظاهرة “ثمانية أيام في حزيران” (المهرجان السنوي الموسيقي الكلاسيكي الدولي العالمي الشهير) كانت سهرةُ الثلثاء الماضي هذا الأُسبوع للمؤلف الكلاسيكي اللبناني العالمي بشارة عبدالله الخوري. وحضر في “مسرح أوركسترا ديترويت” سبعةُ آلاف شخص رائعةَ بشارة الخوري الكلاسيكية الجديدة “دموع وأمل” التي كان وضعها خصيصاً لتُعزَف في أيلول الماضي مكان كارثة 11 أيلول في نيويورك تكريماً لذكرى ضحاياها. لكنّ الاحتفال هناك تأجل فتلقّفت المقطوعةَ أوركسترا ديترويت السمفونيةُ الشهيرة وعزفتها كاملة (من 52 دقيقة) بقيادة المدير الفني لمهرجان “ثمانية أيام في حزيران” ومدير الأوركسترا السمفونية في ديترويت بيتر أوندْجيان بمشاركة عازف التشيلو العالمي روبرت دو ماين . وقالت هيلن كيلر، الناقدة الموسيقية الأميركية الشهيرة، إن “الموسيقى وحدها تضمِّد جراح نفوسنا بعد كارثة 11 أيلول. ومقطوعة بشارة الخوري الرائعة خيرُ صورة للجرح وضِماده”.
ضوءٌ ثانٍ من بشارة الخوري: صدور مقال مستفيض عن مقطوعته النيويوركية “دموع وأمل” في عدد تموز من مجلة “كلاسيكا” العالمية، يصفه بأنه “في مصاف كبار المؤلفين الموسيقيين الكلاسيكيين في فرنسا اليوم”. وستظهر المقطوعةُ قريباً على شاشة “كلاسيكا”، المحطة التلفزيونية الأُولى في العالم للموسيقى الكلاسيكية.
ضوءٌ ثالث من بشارة الخوري: صدور صفحة كاملة عنه في الموسوعة الألمانية MGG، وهي أكبر موسوعة موسيقية في العالم، صدرت طبعتُها الجديدة في 17 مجلداً تحوي 18،000 مقال عن 9000 مؤلف موسيقي كلاسيكي في العالم، كتب مواضيعَها نحو 2000 ناقد موسيقي من 55 بلداً في العالم.
ضوء رابع من بشارة الخوري: صدور ثلاث أسطوانات مدمجة CD لثلاثة من أعماله لدى شركة ناكسوس المتخصصة بإصدار المؤلفات الموسيقية الكلاسيكية. والأعمال الثلاثة هي “دموعٌ وأمل” بقيادة مارتن برابِنْز، “أنهار غائرة” بقيادة دانيال هاردنغ، وسداسي للكمان بقيادة دانيال هاردنغ كذلك، وجميعها عزَفتْها أوركسترا لندن السمفونية.
ضوءٌ خامس من بشارة الخوري: في قاعة الاحتفالات الكبرى داخل متحف العبقري الموسيقي الروسي ألكسندر نيكولاييفيتش سْكْريابين في موسكو، كان احتفال تكريمي لذكرى الكبيرين اللبنانيين جبران خليل جبران وأمين الريحاني، فقرأَت سيرين كوليكوفسكي وماريا نيكولاييفا مقطوعات من كتاباتهما على موسيقى أوركسترا موسكو الفيلارمونية بقيادة فلاديمير تيودوروفيتش سبيفاكوف، وكان ختامَ الاحتفال عزفُ يوليا براغندا مقطوعاتِ بيانو للمؤلف الكلاسيكي اللبناني بشارة الخوري.
بلى: في حين يتوغَّل لبنان داخل نفق مظلم لا يظهر منه نور، وفيما يجد السياسيون كل الوقت للإدلاء بتصاريح تزيد الظلمةَ ظلمة، يطلُّ نورٌ لبناني من الخارج يشِعُّ على العالم ضوءاً حضارياً من لبنان.
شكراً بشارة الخوري، يا الذي أنتَ وأمثالُك المبدعُون: صورةُ لبنان الحقيقي.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*