497: قذائف الحرب على أوتوستراد جونيه- بيروت

الحلقة 497: قذائف الحرب على أوتوستراد جونيه – بيروت
(الأحد 14 أيار 2006)

لو جاء سائح – ونحن نتشدَّق ونتبجَّح بأننا وطن السياحة بامتياز – ورأى على أوتوستراد جونيه بيروت حُفراً واضحة المعالم أنها آثارُ شظايا قذائف مرقَّعة ومحفرة من جديد وسط الطريق، فماذا نقول له؟ أنتجاسر ونجيبه بأنها قذائف من أيام الحرب، يعني قبل أكثرَ من خمسة عشر عاماً؟ ولو سألَنا لِمَ لَمْ تبادر الدولة منذ خمسة عشر عاماً حتى اليوم إلى ترميمها وتزفيت الطريق، ماذا نقول له؟ أنتجاسر ونُجيبه بأن هذا جُزء من مشهد إهمال الدولة البنيةَ التحتية منذ خمسة عشر عاماً حتى اليوم؟ ولو سألنا هل هذا طريق فرعي هنا، أو ثانوي، أو مؤقت؟ ماذا نقول له؟ أنتجاسر ونقول له إن هذا هو الأوتوستراد الرئيسي الوحيد والشريان الرئيسي الوحيد للبنان بين الشمال وبيروت؟ ولو سألنا ماذا يفعل الوزراء الذين يتولون حقيبة الأشغال، منذ خمسة عشر عاماً حتى اليوم، ماذا نقول له؟ أنتجاسر ونقول له إنهم مشغولون بتظبيط الوطن على طاولة مجلس الوزراء وطاولات الحوار وفي برامج الـ”توك شو” السياسية” ومش فاضيين للاهتمام بطرقات البلد؟ ولو سألنا: طيب الوزراء فهمنا، هؤلاء من شغل بيت بو سياسة، ولكنْ ماذا يفعل الموظفون الإداريون والفنيون لا يبادرون إلى تزفيت هذا الطريق الوعر، وهو الشريان الرئيسي وواجهة البلد السياحية من العاصمة إلى الشمال ومن الشمال إلى العاصمة، ماذ نقول له؟ أنتجاسر ونُجيبه بأن الإهمال في الدولة واحدٌ من عناوين الفساد، أم نقول له إن في تصميم الدولة أن تؤهل الأوتوستراد ولكن حين يستتب الوضع؟ ولو سألنا: وبانتظار أن يستتب الوضع لماذا لا يفلشون قشرة زفت ولو عجلى ولو سريعة على الأقل حتى لا تعود الطريق جل بطاطا أو صحراء أمازون تسير عليها السيارات زيكزاكياً فلا تهرب من حفرة حتى تقع في أخرى؟ ماذا نقول له؟ أنتجاسر ونقول له إن هذا الزفت المحفّر غير المعالَج هو وجه يعكس تماماً وجه الدولة وبعض موظفي الدولة عندنا؟
وتكون الطامة الكبرى، إن كان هذا السائح يجلدنا بهذه الأسئلة، فيما راديو السيارة يقدم للمستمعين الكرام أغاني وطنية، تبدأ أولاها بأغنية: “جنات ع مد النظر ما بينشبع منها نظر”.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*