الحلقة 427: رسميون يتجولون بسيارات مُخالفة
(الثلثاء 11 تشرين الأول 2005)
هذا ليس إخباراً ولا خبراً ولا استخباراً. إنها مشاهدةٌ عينيةٌ تَجُرُّ سؤالاً صامتاً في عيون المواطنين على الطرقات العامة، لكنه قد يجيء يومٌ ولا يعود صامتاً.
السؤال: بعدما غيَّرت الدولة شكل لوحات السيارات إلى ما هي عليه اليوم بأزرقها والأبيض، ما تبرير أن المواطنين لا يزالون يشاهدون على الطرقات العامة سياراتٍ ما زالت تحمل اللوحات القديمة (لوحات الزفت السوداء)، حتى إذا تنبه لها المواطنون من سياراتهم وحملقوا في لوحة السيارة وجدوها لأحد الرسميين في الدولة؟
شو يعني أن يخالف ابنُ الدولة قانوناً سنَّته الدولة وأجرته على المواطنين ونظمت محاضر ضبط بالمخالفين واتخذت بحقهم إجراءات صارمة كي يغيّروا لوحات سياراتهم، وهم غيَّروها قبل مثولها للميكانيك، وأن يبقي بعض الرسميين على اللوحات القديمة ويرسلوا سياراتهم إلى الميكانيك ويتجولوا بها بين المواطنين، ويفترض بهم أن يكونوا هم قدوة للمواطنين؟
هذا ليس إخباراً، لكنه قد يصبح إخباراً إذا ظل المواطنون شاعرين بأن في بعض مرافق الدولة مسؤولين يتصرَّفون على أنهم فوق القانون، ولا يحترمون القانون، ويريدون أن يفرضوا القانون على سواهم من دون أن يتقيَّدوا بالقانون.
هذا ليس إخباراً، لكنه سؤال. مجرد سؤال. ويا ويلَ المسؤول حين تتناوله أعين المواطنين بسؤالٍ صامت أوّلاً، ثم جهير ثانياً، فإذا ظل سؤالهم بلا جواب تحوَّل سؤالهم جواباً لن يعود يترك للمسؤول ولا حتى فرصة أن يُجيب، لأن سؤال الناس، حين يتحوَّل جواباً، يصبح أقسى وأفعل من حكم محكمة بالمقصلة.