الحلقة 411: بين كاترينا وأوفيليا: لو نتّعظ قليلاً
(الاثنين 19 أيلول 2005)
إعصار كاترينا الذي ضرب مدينة نيوأورلينْز من ولاية لويزيانا تكشَّف عن أسوإ كارثة طبيعية في تاريخ الولايات المتحدة، وسبَّب في اعتذار الرئيس الأميركي علناً عن التقصير، وفي تنحِّي رئيس الوكالة الفدرالية للإغاثة الطارئة مايكل براون الذي استقال تلقائياً بدون مطالبات أحد، وفي استبداله بقائد فرق الإطفاء في ميامي ديفيد بوليسون من دون وساطة أحد ولا تدخلات طائفية أو حزبية أو سياسية أو دينية لتعيين أحد الأزلام أو المحاسيب.
ومنذ يومين أخذت تظهر على الشاشات هنا والصفحات الأولى من الصحف إشاراتٌ تنبيهية إلى إعصار أوفيليا على سواحل نورث كارولاينا، وتوجيهاتٌ للشعب وإرشاداتٌ للمواطنين وتحذيراتٌ ضرورية لتجنّب كوارث مُحتملة متوقَّعة مرتقَبة عند وصول الإعصار، تَجنُّباً لوقوع ضحايا وخسائر بشرية ومادية.
الشاهد من هذه المشاهد شاهدان: الأول تَنَحّي المسؤولين عن كارثة كاترينا، والآخر قيام المسؤولين بتنبيه الناس إلى كارثة مقبلة وإجراء اللازم لحمايتهم. وبالمقارنة مع ما عندنا: قريباً يبدأ فصل الشتاء في لبنان، فهل بادر المسؤولون عندنا منذ اليوم إلى إرسال عمال لتنظيف مجاري المياه من بقايا الصيف؟ أو إلى إرسال تحذير للجهات المختصة كي تتفقّد الجسور والأنفاق والمعابر والسدود الصغيرة ودعامات الطرقات قبل أن يهجمَ المطر الأهوج فيطيحَ جسراً هنا ويُفيضَ أوتوستراداً هناك ويعوّم طرقاتٍ هنالك؟ أم هي القصة نفسها عندنا تيتي تيتي: ننتظر حصول الطوفانات ونتابعها صورة في جريدة أو مشهداً في نشرة أخبار تلفزيونية، ويشعر المواطنون المتضررون أنهم متروكون في دولة بلا سقف ولا حماية؟
الفرق بين ما عندنا في لبنان والذي هنا في هذه البلاد: كون المواطن الأميركي يشعر بأنه يعيش في هيبة دولة.
كنتم معي في بحيرة الليمون – فلوريدا. وغداً المشاهداتٌ قبل الأخيرة من هنا. إليكم بيروت.