309: … وإلى الموعد التالي في أيار

الحلقة 309 – … وإلى الموعد التالي في أيار
(الخميس 28 نيسان 2005)

أما وجلساتُ الثقة انتهت، ونالت الحكومة ثقةَ المجلس بالنسبة المنتظَرة والمتوقعة، فهذا موعدٌ آخَرُ تَمَّ إنْجازُهُ بعد مواعيدَ يراقبُ إنْجازَها الشعب اللبناني في الأيام القليلة الماضية، كما بسحر ساحرٍ قد يكون الشعبَ اللبناني نفسَه بصموده وعناده وتوَحُّده الرائع.
ماذا بعد؟ الموعد التالي: أيار. في أيّ يومٍ لَم يَعُد مهماً. المُهِمُّ أنه ذاتَ يومٍ من أواخر أيار.
وماذا فيه هذا الموعد؟ لا. ليس يومَ الانتخاب ولا الاقتراع ولا التصويت. إنه يوم المحاسبة هذه المَرّة.
صندوقةُ الاقتراع هذه المرة لن تعود صندوقة بريدٍ جامدةً تَحمل عدد الأصوات إلى لِجان الفرز. لن تكون صندوقةً بل رسالةً إلى الذين تقدَّموا من الشعب اللبناني طالبين الاقتراع لهم على أساس.
وأَيُّ أساس؟ هذه المرّة، تغيَّر الأساس. هذه المرة لن يكونَ اقتراعٌ لِمن كانَ يُقتَرِع لهم سلفاً فيكونونَ مرشَّحين فائزين أياً يكن عددُ المقترعين، وهذه المرة لن يكون تصويتٌ لِمن كانوا يعرفون أنهم واصلون إلى ساحة النجمة بقدرة قادرٍ لا علاقة له بِمن يصوّتون، وهذه المرة لن يكون انتخابٌ لِمن، قبل انتخاب الشعب، كانت تنتخِبُهُم نواباً قوىً خارجيةٌ حتى قبل أن تصدر نتيجة الانتخابات، وهذه المرة لن يصل نائب على ضهر البوسطة ولا على دولاب المحدلة ولا حساب الليستة.
هذه المرة لن يصلَ إلاّ من يَجبُ أن يصل. يعني من يقرِّرُ الشعبُ اللبنانيُّ أن يصل. يعني من يستاهل ثقة الشعب اللبناني كي يصل. يعني من لا غبارَ على لبنانيّته ولا على انتمائه ولا على صدقيّته. يعني مَن يريدُهُ الشعبُ اللبنانِيُّ أن يصل لا من تُريده قوى غيرُ لبنانية أن يصل.
هذه المرة لن يصل إلاّ من سيكونون في ساحة النجمة أصداء شعبهم الذي انتخبهم لا من كانوا أصوات أسيادِهم أو أسيادِ أسيادهم. هذه المرة، سيكون أيار مُختلفاً عن كلِّ أيارٍ سابق وكلِّ شهر سابق وكلِّ عامٍ سابق.
هذه المرة، سيكونُ الاقتراعُ اقتراعاً حقيقياً والانتخابُ انتخاباً حقيقياً والتصويتُ تصويتاً حقيقياً، ومَن يَصلُ يكونُ وصلَ بالديمقراطية اللبنانية لا بالأوتوقراطية غيرِ اللبنانية.
والشعبُ اللبنانيُّ ينتظر. وسوف يُحاسِبُ أياً يكن شكلُ القانون: قضاءً أو مُحافظةً أو ميني مُحافظة، نسبيةً أو تنسيباً أو استنساباً. المهمُّ أن يتعيّن الموعدُ في أيار كي يهجُمَ الشعب اللبناني على صناديق المحاسبة ليقولَ “لا” لِمن لا يستحقون ثقة الشعب، ويقولَ “نعم” لِمن يستحقّون الـ”نعم… ولكن”. وستبقى هذه الـ”… وَلكن” شرطاً مُصْلَتاً فوق الذين، حين يدخلون ساحة النجمة، سينطقون باسم الشعب اللبناني الواقعي، لا باسم شعبٍ افتراضيٍّ كان بعض النواب يدّعون أنهم ينطقون باسْمه فيما هم يَنطقون بأصوات أسيادهم.
فيا شعبَنا الرائع، يا شعبَ لبنان، إلى اللقاء في الموعد المقبل من استحقاقات فَجر لبنان الجديد.
إلى لقاء المحاسبة المقبلة… ذاتَ يومٍ قريبٍ من أيار.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*